أشعل «الزّلزال» البلجيكي غَضب التونسيين على إختلاف ألوانهم وأعمارهم ومَواقعهم وقد كان من الطبيعي أن تصل أصداء هذه الفضيحة التاريخية مجلس نوّاب الذي يُمثّل نبض الشّعب. وقد تفاعل شقّ كبير من أعضاء البرلمان مع هذه النّكسة وما رافقها من تَجاوزات فنية وإخلالات تَنظيمية حَطّمت أحلامنا المُونديالية وعبثت بأعصاب الجماهير الرياضية التي راحت ضحية أكاذيب معلول والجريء و»تلاعب» وكالات الأسفار بما أن فئة من أنصار الفريق الوطني تعرّضوا إلى عمليات «تحيّل». وبما أن المنتخب شأن وطني ويهمّ كلّ التونسيين المقيمين في الداخل والخارج فقد أخذ عدد من أعضاء مجاس النواب على عاتقهم مسؤولية فتح ملف هذه الفَضيحة المُدوية أملا في كشف الحقائق الخَفية وإطفاء نيران الغَضب. وقد أكد عضو مجلس النواب كريم الهلالي العارف بالشأن السياسي والرياضي بأنه أمضى مع بقية رفاقه في البرلمان على عريضة للمطالبة بعقد جلسة عامة استثنائية وعاجلة لمساءلة وزيرة الشباب والرياضة ماجدولين الشارني بخصوص جملة من النقاط التي تهمّ مشاركتنا الكارثية في المونديال وستشمل هذه المساءلة عدة مواضيع كالتحضيرات والتسيير الإداري وتركيبة البعثة التونسية إلى روسيا علاوة على فَضيحة «التحيّل» على أحباء المنتخب من قبل وكالات الأسفار. وقال الهلالي إن العريضة تضمّنت توقيع 62 نائبا والعدد مرشّح للإرتفاع خاصة أن «الجُرح» كبير والسقوط المدوي ل «النسور» ألهب غضب الجميع. ويضيف الهلالي بأن النوّاب إختاروا مُساءلة الوزيرة بوصفها المشرف العام على قطاعي الشباب والرياضة وأيضا من باب إحترام إستقلالية الهياكل كجامعة الكرة المُنضوية تحت لواء الوزارة ولا يمكن للبرلمان أن يُحاسبها بصفة مباشرة تقيّدا باللوائح الدولية التي تُقيم جدارا عازلا بين السياسة والرياضة. ويعتقد الهلالي المُطلع بشكل جيّد على المجال الرياضي بأن الأمر لن يتوقّف عند مساءلة الوزارة ويؤكد بأن مبادرة البرلمان بمناقشة ملف المنتخب تحمل في طياتها إشارات رمزية مفادها وعي كل الجهات الشعبية والسياسية بأهمية إصلاح القطاع الرياضي ومُراجعة مختلف مَناهجه وإستراتيجياته خاصّة أنّه مجال ذو ثقل وله أبعاد جماهيرية وإجتماعية وإقتصادية. ويضيف الهلالي بأنه يمنّي النفس بأن يكون هذا التحرك نقطة البداية لنهاية «المنظومة» القائمة بعد أن أفرزت الفشل وقادت رياضتنا إلى الهاوية. ويلحّ الهلالي على أن «الوجوه» الحالية في الوزارة وجامعة الكرة أكدت عجزها التام عن النهوض بقطاعين حيويين مثل الشباب والرياضة. ويضيف الهلالي بأن الجريء تجاوز كلّ الحدود حتى أنه سعى إلى «تَدجين» الإعلام المطالب بتحمّل مسؤولياته والإنتفاض على الوضع بوصفه شريكا فاعلا وأساسيا في عملية الإصلاح.