لا بدّ أن يتحول شعار المصالحة الى شعار حقيقي في تونس تتبناه كل الأطراف. الآن ترتفع بعض الأصوات وتبرز بعض المبادرات الداعية الى خلق مصالحة وطنية تعيد الى البلاد استقرارها وتنقذها من الوضع الهش الذي تعيشه وتعيد الثقة بالمؤسسات وتعيد للقانون اعتباره... نعم اننا نحتاج اليوم الى مصالحة وطنية حقيقية، مصالحة لا تلغي ضرورة محاسبة كل من أجرم وكل من خالف القانون لكن المحاسبة يجب أن تتم عن طريق القضاء المستقل والنزيه... فالقضاء وحده قادر على كشف الحقيقة وعلى نشر العدل. تحتاج تونس الى مصالحة بين كل أبنائها حتى تستطيع ان تنهض من جديد وتتجه بقوة نحو اقلاع حقيقي سياسي واقتصادي واجتماعي يجعل تونس واحدة من البلدان المتقدمة في محيطها... إن تحقيق مصالحة وطنية حقيقية وحده كفيل بإخراج البلاد من حالة العنف والعنف المضاد التي تتهددها ومن حالة الاحتقان التي تعيشها... نحتاج اليوم الى صوت العقلاء والحكماء فينا ونحتاج الى صوت السياسيين الذين هدفهم انقاذ الوطن وانقاذ البلاد... إن بلادنا لم تعد تحتمل كل هذا الاحتقان الذي نعيشه ولا تحتمل كل هذه الهشاشة في أوضاعها... لنجلس معا لنتحاور ولنتحدث وليعترف كل من أخطأ بخطئه ولنحاسب بالعدل كل من أجرم في حق الوطن وحق الشعب ولتكون قلوبنا أكبر من هذا الضيق الذي نعيشه. لنجلس معا ولنتصالح ولنقول الحقيقة ولنكشف كل الخفايا والتفاصيل.. تحتاج تونس اليوم الى صوت العقل والى صوت الرشد... تحتاج الى كل أبنائها.. الى جهودهم.. الى حبهم لوطنهم لتكون تونس وحدها في قلوبنا ولتكون المصالحة الوطنية شعارنا أولا وثانيا...