تونس (الشروق) محمد علي خليفة: أكد أمين عام حزب حركة «النهضة» حمادي الجبالي أن «النهضة» انسحبت من جلسات الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي من أجل الوفاق الذي كان عنوان المرحلة وبُنيت على أساسه هذه الهيئة رغم تحفّظاتنا على الطريقة التي تشكّلت بها والتي صارت تعمل بمقتضاها. وقال الجبالي خلال ندوة صحفية أمس بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس حركة «النهضة» وتقديم الشعار الجديد للحركة إن «أكبر خطإ وقعت فيه البلاد هو أن هيئة تكوّنت بالوفاق أصبحت تصوّت على القرارات وتكوّنت بإسقاط عدد كبير ممّا سمّي بالشخصيات المستقلّة والشخصيات الوطنية ومع ذلك قبلنا حفاظا على الوفاق». وأضاف «لقد صرنا في مؤسسة معيّنة دون ضوابط ودون اتفاق على المقاييس لكننا قبلنا من أجل الوفاق ونحن الآن أمام قرار (تأجيل الانتخابات) اتّخذ دون وفاق وحسم ويُراد له أن يمرّ دون وفاق فرأينا أنه إنقاذا لهذا الوفاق لا يمكن أن نتقدّم وقرّرنا ألاّ نعود إلا بعودة الوفاق حول ما يهمّ مصالح البلاد وما يهمّ ثورتنا». وأشار الجبالي الى أن هيئة بن عاشور بدأت تطرح على نفسها مهام ليست من خصوصياتها وهي تشريع قوانين تهم مصير البلاد فماذا بقي للمجلس التأسيسي وما قيمة الانتخاب؟ مؤكدا أن هذا «انتحال شرعية» لا يمكن أن يقبله الشعب التونسي. وردّا على سؤال حول وجود نساء غير محجّبات ضمن قيادات حزب حركة «النهضة» قال الجبالي ان «الحجاب ليس ميزة حزبية بل حرية شخصية، فالحجاب انتشر و«النهضة» في السجون، وهذا دليل على أن من تبنّى الحجاب كان عن قناعة وليس تحت الضغط بل انه قاوم الضغط حفاظا على قناعاته، فالحجاب إذن قضية شخصية وليس للحزب ولا للأب أن يتدخل فيها». وأضاف الجبالي «لسنا حزب فئة ولا حزبا دينيا بالمفهوم النيوقراطي ولا نعتمد الديكور بل نحن حزب نتطور وفي مخاض، نحن نقبل النقد ونصلح أنفسنا ونتلاءم مع واقعنا ونتشبّث بمبادئنا وأولها حرية المعتقد والحريات الشخصية. وبخصوص مسألة تمويل الأحزاب قال الجبالي ان «البيّنة على من ادّعى، ونحن لسنا مطالبين كحزب إلا من الناحية القانونية التي تتطلّب كشف الحسابات أن نردّ على تهم توجّه إلينا، ونرجو أن يكون هذا السؤال مطروحا على كل الأحزاب». وتحدث الجبالي عن مستقبل «النهضة» قائلا: «لقد خرجنا من حزب سرّي الى العمل العلني ووجدنا أنفسنا أمام تحدّيات كبيرة، وسنسعى الى أن نأخذ بناصية العلم والتطور وسنُرسي حزبا متطوّرا عصريا في عمله وفي شبابه وفي تصرّفه المالي وفي أخذ القرارات، وهذا مبدأ لا محيد عنه والقاعدة في ذلك هي الديمقراطية». وأكد الجبالي أن «كل أبناء الحركة ومن سينتسب إليها لا بدّ أن يفهم أنه ينتسب الى حزب سياسي مدني ديمقراطي يراعي القيم الاسلامية والانسانية». وأضاف ردّا على سؤال عن علاقة «النهضة» بحملات التكفير التي تروج على ال«فايس بوك» أن «النهضة» «لا تكفّر أحدا ولن تفعل، إذ ليس من مهامها إصدار أحكام شرعية أو فتاوى، نحن في إطار سياسي مدني والتكفير أمر غريب عن مجتمعنا»، مضيفا أن «من يتحدث عن التكفير ويريده فعليه أن يلتمسه في مكان آخر». هوامش احتجاجات أعدّ الصحافيون حزمة من الأسئلة تهمّ الشأن السياسي لكن قيادات «النهضة» أكدوا أن الحدث «ثقافي» وهو تقديم الشعار الجديد للحركة، وهذا ما أثار احتجاجات لدى بعض الصحفيين الذين احتجّوا على عدم تمكينهم من المعلومة منذ البداية وأصرّوا على «تسييس» الندوة. مشادات كلامية رغم تنظيم أشغال الندوة في قاعة مريحة وفي ظروف جيدة فقد تدافع المصورون الصحفيون على المنصّة التي ضمّت عددا من قيادات «النهضة» ممّا تسبّب في حجب بعضهم الرؤية عن بعض، وهو ما أدخل حالة من الارباك والفوضى وصلت حدّ المشادات الكلامية بين هؤلاء المصورين وبعض ممّن اعتبروهم من الهواة من ملتقطي الصور عبر كاميراوات هواتفهم الجوالة. مناصفة إحدى الصحفيات اقترحت أن يكون إعطاء الكلمة للصحفيين مناصفة وبالتداول بين النساء والرجال وهو ما رحّب به أمين عام حركة «النهضة» وتمّ فعلا، لكن الأمر لم يدم طويلا حيث اكتفت ثلاث زميلات بطرح تساؤلات، ثم كانت الكلمة للرجال بشكل مسترسل.