تونس (الشروق) عبد الرؤوف بالي. اعتبر رئيس التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات السيد مصطفى بن جعفر أمس من خلال افتتاح المجلس الوطني لحزبه الذي التأم تحت شعار «أوفياء للثورة...فاعلين في بناء المستقبل» أن الحكومتين اللتين شكلتا بعد سقوط بن علي أضاعتا الكثير من وقت التونسيين وأنه على الأحزاب التي شاركت فيهما الاعتذار عن ذلك، مضيفا أنه توجد اليوم أساليب «تذكرنا بمنظومة بن علي» على صعيد تعامل الأحزاب مع الشعب أو مع رجال الأعمال وخاصة في موضع المال السياسي. وقال بن جعفر ان حزبه تعرض إلى جملة من الاغراءات بعد 14 جانفي مماثلة لما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع وفي هذا الصدد أوضح ل«الشروق» ان الاغراءات تمثلت في حقيبة وزارية مقابل السكوت عما يدور في أروقة الحكم معتبرا أن الوقت الذي استغرقته حكومتا الغنوشي تسبب في الارتباك الذي تشهده البلاد حاليا. وحول التحالفات التي يمكن أن يخوضها الحزب قال مصطفى بن جعفر إنها تعتمد على الالتقاء في المواقف والمشاريع والبرامج، مؤكدا أن هناك العديد من الشخصيات قررت الانضمام الى التكتل من هذا المنطلق ومن بينهم السيد خميس قصيلة والسيدة بشرى بالحاج حميدة. مضيفا أن الحزب سيظل مفتوحا للطاقات الجديدة التي ستشارك في الهيئة التي ستتكون للاشراف على الانتخابات. وأوضح بن جعفر أن المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد تتطلب توحد المجتمع المدني والأطراف السياسية للخروج بالبلاد الى المرحلة الانتقالية وتوفير الأمن والاستقرار وعدم تقديم الطلبات المجحفة. كما أشار الى أن الأيام الأخيرة بيّنت أن هناك أخطارا يمكن أن تأتي من الخارج موضحا أنه «مثلما خلقت الثورة شعورا بالانبهار لدى العديد من الدول والشعوب وخاصة بسرعة الخلاص من بن علي، مثلما هناك من لديهم شعور بالخوف من العدوى. لذا يحاولون ادخالنا في نوع من الارتباك وربما التراجع عن المسار الديمقراطي». ومن جانب آخر أشار رئيس التكتل الى ان حزبه لا أعداء له في تونس لا في أقصى اليمين ولا في أقصى اليسار، وأنه سيدافع عن مشروع الحداثة والمساواة في اطار المنافسة الشريفة. موضحا أنه لا مكان اليوم في تونس للفزاعات التي كان يستعملها بن علي وساس بها البلاد كما خوّف بها الخارج من الشعب التونسي. وتابع قائلا: «نريد مراجعة جذرية لكل الخيارات الاقتصادية والتربوية والتنموية وغيرها، وأنه يجب القطع مع الماضي ومع الحيف وبناء اقتصاد وطني يخرج البلاد من التفاوت المرفوض بين الجهات مع ضبط استراتيجية صناعية تأخذ في الاعتبار احتياجات كل المناطق في بلادنا. واعتبر بن جعفر ان على الغرب أن يحترم الشعب التونسي وعلى التونسيين السعي الى اعادة صياغة علاقاته مع الغرب على أساس المساواة والندية ومن هنا الحداثة يجب أن تتم مراجعة قواعد التبادل التجاري حتى تخلق مناخا جديدا لشراكة جديدة.