... مرة أخرى وربما مرات سنضطر الى الحديث عن الاقتصاد في وقت يطغى فيه الشأن السياسي على الشارع التونسي... والذي يجرنا للحديث عن الوضع الاقتصادي هو بعض المظاهر التي عرفتها بلادنا خلال المدة الماضية لكنها للأسف تفشت بشكل ملفت الآن ومنها ظاهرة الاعتصام في الطرقات ومنع السيارات وآليات النقل من المرور وبالتالي تعطيل كل نشاط اقتصادي وكل نشاط انساني والمساهمة في شل الحركة الاقتصادية في وقت يعيش فيه الوطن أوضاعا اقتصادية هشة تتطلب منا الانكباب بكل حماس على العمل وعلى الانتاج وفاء لمبادئ الثورة ووفاء لشهدائها... ... إننا نتعاطف ونتضامن مع كل الذين يعانون وعانوا طويلا من الفقر والبطالة والخصاصة والحرمان والتهميش ولكننا لن نقبل بكل الممارسات التي تشل الحركة الاقتصادية ولن نرضى بأن تتواصل الاعتصامات على الطرقات ولن نقبل بمنع حركة المرور والعبور على الناس مهما كان السبب ومهما كانت الأعذار والحجج... هناك مشاكل وهناك مظالم لكن أيضا هناك طرق أخرى للاحتجاج وللتعبير عن المواقف وابلاغ أصوات الاحتجاج... الاعتصامات وغلق الطرقات صارت مظهرا يوميا في الكثير من المدن... الأمر طال أيضا خطوط السكة الحديدية مما جعل الشركة تتكبد خسائر فادحة... إن الاقتصاد يحتاج منا الآن الذهاب الى العمل كما أن وضعنا السياسي الهش يحتاج منا جميعا الى التصرف والتفكير بعمق وهدوء... كثيرون في مناطق عديدة يعيشون ظروفا صعبة ونحن نتضامن معهم لكن قطع الطرقات ومنع العمال من الوصول الى عملهم وتواصل الاعتصامات المفتوحة لن يحل المشكل... نحتاج اليوم الى أن نكون أكثر تضامنا مع بعضنا ونحتاج الى التفكير بعمق لنصل الى حل للاشكاليات المطروحة.. فتونس تحتاج اليوم الى سواعد وعقول كل أبنائها...