... تشير المصادر الى رغبة أحد المستثمرين الأجانب في جهة قفصة في تسريح عدد من العمّال من مصنعه بسبب صعوبات كثيرة عاشها هذا المستثمر أثرت على الانتاج وأدت الى خوف الحرفاء الذين يتعاملون معه في الأسواق الخارجية... بل أن الحرفاء في الأسواق الخارجية طلبوا من هذا المستثمر بعث مصانع في مناطق أخرى من العالم حتى يضمنوا استمرار تدفق الانتاج اليهم... هذه الصورة نراها مفزعة الآن خاصة إذا عرفنا أن هذا المستثمر كان في وقت مضى يخطط لبعث وحدة انتاج جديدة قادرة على تشغيل أكثر من ألف عامل في جهة قفصة. إن الحقيقة تجعلنا نؤكد مرة أخرى ضرورة الالتفات الى الواقع وضرورة أن نعمل جميعا على انقاذ اقتصادنا... لقد نجح شعبنا في تحقيق ثورة ضمنت له الحرية والكرامة وأبهرت العالم لكن ذلك لا يجب أن يحجب عنا ما يعانيه اقتصادنا الهش من صعوبات في وقت تتواصل فيه مظاهر الفوضى والاضرابات والاعتصامات العشوائية والتحركات المتمثلة في قطع الطرق ومنع حركة العبور والسير. نعم نعيش وضعا هشا ومفزعا ونجد اليوم أنفسنا أمام مصالح اقتصادية وتجارية وحيوية مضربة عن العمل منذ أكثر من 20 يوما... وبالأمس فقط أضرب الاطباء الداخليين احتجاجا على قانون الخدمة المدنية الذي يفرض عليهم العمل في المناطق الداخلية رغم أن تلك المناطق وسكانها تحتاج الى خدماتهم ورغم أن الوطن يحتاج منا جميعا الى التضحية من أجله. صنعنا ثورة ولكن يجب أن نواصل الطريق كي نصنع اقتصادا قويا وكي نحقق الرفاهية والرخاء لكل شعبنا... يحتاج منا الوطن الى العمل ليلا نهارا ولا يحتاج منا الى الاعتصامات والاضرابات... من حق الجميع المطالبة بحقوقه لكن ليس من حق أحدا تعطيل مسيرة الانتاج والتطور والتقدم.