يبدو الافريقي في هذه الايام في أفضل حالاته أو على الاقل في صورة أجمل من تلك التي ظهر بها الفريق في بداية الموسم والتي كثيرا ما أرقت أحبّاءه الى درجة جعلتهم يخافون على مستقبل ناديهم في فترة من الفترات بعد دخوله في دوّامة المجهول. هذا التغيير الذي نتحدث عنه تجلى في المباراتين الاخيرتين على المستوى الافريقي وقد كانت وراء ذلك عوامل وهي: 1 الاستقرار الاداري: تجسّد في شخص جمال العتروس الرئيس الجديد وكامل الهيئة التي تعمل معه، فالرجل منتخب انتخابا ديمقراطيا شرعيا للمرّة الاولى في تاريخ الفرق التونسية وكان مطلبا جماهيريا حظي باجماع كل الافارقة. المنطق يقول إن هذه الفترة القصيرة التي مرّت منذ تولي العتروس دواليب التسيير في الفريق تجعلنا غير قادرين على الجزم في الحكم له أو عليه لكن ما يحسب له أنه خلق جوا من الطمأنينة في الحديقة أو انعكس على الاستقرار الاداري ومنح اللاعبين والجماهير على حد السواء ثقة في ادارتهم حيث كثيرا ما مثلت هذه النقطة موطن ضعف لهذا النادي كما أن الرجل أثبت قدرته على الافادة من خلال حسم تأهيل إيزيشال ونجيدو... كما لا يجب أن ننسى أن مشروع العتروس المستقبلي جاهز ووعوده تغري بالالتفاف حوله. 2 الاستقرار الفني: في هذا المستوى يمكن أن نتحدث عن دور قيس اليعقوبي المدرب الذي تحمّل المسؤولية في ظرف صعب بعد أن انهار الفريق فنيا ودخل في دوامة الشك إداريا لكنه كان يملك من الشجاعة ما يكفي لخوض هذه «المغامرة» واستمدّ ذلك من ثقته الكبيرة في نفسه فهو ابن النادي ولعب في مستوى عال وراكم بعض التجارب التدريبية وهي «شروط أساسية» تجعله يعرف ماذا يفعل دون الحديث عن النجاح أو الفشل لأن ذلك يتجاوز شخصه ليختلط بعوامل أخرى كثيرة. اليعقوبي نجح في اعادة ثقة لاعبي الافريقي بأنفسهم أولا، وثانيا من خلال العمل على اصلاح اخطاء الدفاع هذا الخط الذي تحوّل الى نقطة ضعف الافريقي وثالثا أعاد منح دور جديد لزهير الذوادي ويوسف المويهبي بهدف تطوير الاداء الهجومي ورابعا وليس أخيرا، قضى على المراكز المحجوزة سلفا وساهم في الحد من نشر غسيل النادي. 3 التطوّر الهجومي: وجد الافريقي ضالته في التشادي ايزيشال، مهاجم بخصال بدنية جيدة وفنية محترمة يتحرك داخل مناطق جزاء المنافس، يلعب من دون كرة ويفتح الثغرات ويلمس الكثير من الكرات ليوفّر الحلول لزملائه الى جانب قدرته على تسجيل الأهداف وهو ما جعله يكذّب مقولة التأقلم والوقت ليقطع مع شماعات الفشل الواهية. تطوّر الاداء الهجومي للافريقي لا يمكن ان ننسبه لايزيشال فقط لأننا هنا نكون قد هضمنا حق الذوادي والمويهبي ويحيى وحتى العواضي، هذا الرباعي الذي يجتهد كثيرا في صناعة اللعب وخلق الفرص غير أن ما كان ينقصهم وما يتسبب في ضياع مجهوداتهم تلك أدراج الرياح هو وجود لاعب بخصال ايزيشال يكون قادرا على انهاء ذلك العمل بشكل ايجابي والآن اكتملت الصورة ووجدت الحلقة الاخيرة للسلسلة الهجومية فجاء الحصاد وفيرا.