رغم تدهور حالته الصحية نتيجة الاعتداء الفاحش الذي تعرض له من قبل عصابة «بشير الجلاصي» المأجورة بعد شهادة الزور التي أدلت بها امرأة من ولاية الكاف ضده كادت تنهي حياته، استقبلنا السيد خالد الغزواني رئيس منطقة الأمن الوطني بالكاف بكل رحابة صدر بابتسامة عريضة لم يستطع من خلالها ان يتجاهل آلامه التي فضحته بمجرد ان حاول مصافحتنا بسبب الكسور المتعددة التي لحقته في أماكن مختلفة من جسده الى جانب آثار الجروح والكدمات التي بدت واضحة خاصة على مستوى عينيه. بصوت هادئ استهلّ السيد الغزواني حديثه معنا بتوجيه عبارات الشكر الى جريدة «الشروق» قائلا انها الوسيلة الاعلامية الوحيدة التي تناولت اشاعة اعتدائه على تلك المواطنة المأجورة بروية وأشارت الى أن الموضوع يحيط به الغموض واللبس فتحرّت قبل ان توجه له عبارات الثلب والاتهامات الباطلة على غرار الوسائل الاعلامية الأخرى التي اخرجته في صورة المجرم مما زاد في إشعال نار الفتنة في قلوب أهالي ولاية الكاف الذين يكن لهم الاحترام والتقدير على حدّ قوله. تصفية حسابات وعن سبب محاولة الجلاصي تأليب أهالي الكاف ضده ومحاولة قتله تحدث الغزواني بكل أسى قائلا انه يوم لن يمحى من ذاكرته .. يوم حاول خلاله بشير الجلاصي الانتقام منه لأنه يمثل حجر عثرة أمامه وأمام التجاوزات الكبيرة التي كان يقوم بها في حق أبناء الجهة مستغلا قوة نفوذه المالي والدعم «الطرابلسي» له فكان يصول ويجول دون رقيب ولا نذير. ويتبجّح بأمواله وكل من يحاول إثبات إدانته (الجلاصي) يسكته بمبلغ محترم أو يهدده بعصابته فيخير الصمت وهو ما جعله يتمادى في تصرفاته و«جرائمه». وما حزّ في نفس «الجلاصي» حسب ما صرّح به «الغزواني» هو انه كان يقف له بالمرصاد حتى انه تسبب له في أن يسجن لمدة 6 أشهر بسبب اعتدائه على أحد المواطنين وهو الذي حسب نفسه لا يقدر أحد على ردعه فحبك تلك المسرحية القذرة وتلك المؤامرة الخطيرة للنيل منه خاصة أنه في ذاك اليوم بالذات صدرت ضده شكايتان من بعض المواطنين ووصل الى مسمعه بأنه (الغزواني) وعدهم بتطبيق القانون وإيقافه (الجلاصي) فخطط للإطاحة به والنيل منه لطمس آثار جرائمه مستغلا حادثة اعتداء عون التراتيب على «البوعزيزي» وما انجرّ عنها من ردود أفعال انتهت بهروب بن علي ليعمل الجلاصي بمثلها فألّب ضده أعدادا غفيرة من متساكني المنطقة واستأجر تلك المرأة عديمة الضمير للإدلاء بشهادة الزور المحبوكة ضده. ومازاد الطين بلة حسب ما أضافه السيد الغزواني ان بعض الوسائل الاعلامية تناولت الحديث في الموضوع دون تريث ووجهت الاتهامات دون تثبت في حقيقة ما وقع وحقيقة المسرحية التي تفنن الجلاصي في اخراجها فذهب ضحيتها كل من صدّقها. إصرار على القتل أما عن طريقة الاعتداء التي عاشها الغزواني او بالأحرى يوم تزييف الحقيقة فقد أكد انه يوم تاريخي حيث توافدت أعداد غفيرة من أبناء ولاية الكاف الى منطقة الأمن مسلحين بقوارير الغاز المشلّ للحركة وقوارير الزجاج وأكياس الحجر وبادروا بحرق بعض السيارات الإدارية منها والخاصة التي كانت مركونة امام المنطقة فقرر الغزواني الدفاع لآخر لحظة محاولة منه الحفاظ على ملفات المواطنين والوثائق الإدارية التي تثبت إدانة المجرمين في انتظار قدوم النجدة إلا انه وقبل وصول أعوان الجيش الوطني تمكنت تلك العصابات من اقتحام مدخل المنطقة. فلقي الغزواني نفسه بين المطرقة والسندان ان بقي داخل المنطقة فسيُحرق مع الوثائق وإن خرج فسيقتلونه فتشبث بالباب الخارجي لمنعهم من الدخول الا انه وبحكم ان ذاك الباب هو عبارة عن قضبان حديدية باستطاعتهم تمرير أياديهم وأسلحتهم داخله فقد أشبعوه ضربا الهراوات والأحجار قبل ان يفتحوه (الباب) ويحاولون الإلقاء بالغزواني داخل احدى السيارات المشتعلة لولا تدخل الجيش الذي سارع بنجدته ونقله الى مستشفى الكاف، ليلحقوا به هناك ويصرّون على قتله لولا تدخل الجيش مرّة أخرى. رشوة أمّا في ما يخص شهادة تلك المرأة فقد أكد الغزواني انها ليست الوحيدة التي تمت «رشوتها» ففي اعترافها بجريمتها قالت: «قالوا لي قل في التلفزة» وهذا يعني ان «الجلاصي» هيأ مسرحيته بكل اتقان حيث احضر الممثل (الشاهدة) والمكان (التلفزة) وفريق الاخراج (العصابة) وهؤلاء كلهم مرتشون على حد قول الغزواني لأنهم طبقوا ما أمرهم به وذاك لا يكون الا بثمنه. 15 موقوفا وعن عدد المورطين في القضية أكد محدثنا ان عصابة الجلاصي كبيرة تعمل منذ سنوات ولا يمكن حصرها بسرعة مؤكدا انه حاليا تم إيقاف 15 متهما في انتظار ما ستكشف عنه الأبحاث والتحقيقات. كما اكد لنا عزمه على مواصلة العمل بولاية الكاف قائلا ان عون الأمن مهدد في اي لحظة بالخطر وأنه لا يخشى شيئا طالما انه يعمل بضمير وبصدق وإخلاص ولا يتهاون في خدمة المواطن ويحرص على تحقيق العدالة مضيفا ان ولاية الكاف قد «تطهّرت» من عصابة «الجلاصي» وتحررت من قيوده. وختم الغزواني حديثه معنا بقوله: «المكيدة التي دبّروها لي كشفتهم والله جازاهم إنهم عصابة منتشرة في كافة ولايات الجمهورية لبث الفوضى وإخافة المواطنين وبالتالي تحقيق رغباتهم المتمثلة في السرقة والنهب والتخريب وهؤلاء هم من ذوي السوابق العدلية وثقتي بالقضاء كبيرة».