لم يمكن الرئيس المخلوع أصهاره وأتباعه من أملاك وأرزاق لاتحصى ولا تعد برّا وبحرا وجوّا، ولكنه مكنهم أيضا من الحصانة القانونية من خلال تزويدهم بجوازات سفر ديبلوماسية حتى يجعلهم فوق المحاسبة والمساءلة، وذلك في وقت حرمت فيه عدة شخصيات وطنية أخرى مرموقة من التمتع بهذا الامتياز مع أن أهدافها كانت نبيلة وشرفت تونس على الصعيد الدولي كما هو الشأن بالنسبة لبطلنا الأولمبي أسامة الملولي. رغم أن «قرش قرطاج» تمكّن من السمو بالسباحة التونسية إلى أرقى المراتب وشرّف كل العرب إلا أنه وعندما تقدم عام 2008 بمطلب للحصول على جواز سفر ديبلوماسي ليخلصه من المعاناة التي كان يجدها كل مرة بسبب تشعّب الحصول على التأشيرة أولا وبالنظر كذلك إلى الإشكال الذي يواجه بطلنا بسبب اسمه الثلاثي (أسامة بن هادي الملولي) ذلك أن كلمة «بن هادي» هذه كثيرا ما أربكت الساهرين على المطارات في بعض البلدان الغربية وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية (على وزن بن لادن) ولكن مع ذلك فإن الرئيس السابق عمل على استغلال نجاحات وتتويج بطلنا الأولمبي والعالمي ليتشدق بها ويتباهى بها تجاه بقية الزعماء ولم يكلف نفسه مجرّد الاستجابة لمطلبه هذا. الآن وقد رحل النظام السابق، فإنه أصبح من حق أسامة المطالبة ثانية بهذا الامتياز خاصة أننا نعتبره سفيرا تونسيا خارقا للعادة، ولكن ومع ذلك فقد ارتأت «الشروق» أن تبحث عن الجانب القانوني في هذا الموضوع حيث أكد لنا السيد كريم الهلالي (قاض وأحد أعضاء هيئة التحكيم الرياضي) بأن أسامة الملولي شرف تونس في المحافل الدولية لذلك فإن السلطة بإمكانها أن تمكنه من جواز سفر ديبلوماسي قصد تسهيل تنقلاته بصفة استثنائية لأن هذا الجواز لا يتمتع به في العادة سوى المعتمدون والموظفون الدوليون الذين يعملون في السلك الديبلوماسي ويسمح هذا الجواز لصاحبه بالتمتع بالحصانة وتكون الأغراض من وراء منحه لصاحبه محددة علما أن إجراءات الحصول عليه عادة ما تكون بسيطة ولا تتطلب الكثير من الوقت كما هو الحال بالنسبة إلى أسامة الملولي. وعمدنا كذلك إلى الاتصال بالسيد الهاشمي محجوب (محام لدى محكمة التعقيب وعضو بهيئة التحكيم الرياضي) فقال إن أسامة الملولي يستحق التمتع بهذا الامتياز خاصة إذا أقدمت سلطة الإشراف على منحه لقب «سفير شرفي» وهو بالتالي يعتبر أحد أفضل الرياضيين التونسيين طيلة السنوات الماضية قياسا بما حققه من تتويجات عالمية وهو ما يؤكد جدارته في التمتع بهذا الإجراء. لم نتردد كذلك في التحدث إلى أحد الديبلوماسيين فأفادنا بأنه يوجد في بداية الأمر جواز سفر ديبلوماسي أحمر اللون مدة صلوحيته ثلاث سنوات يقع تسليمه بصفة استثنائية قصد القيام بمهمة ما على أن تتم إعادته للسلطات التونسية فور انتهاء تلك المهمة كما يوجد أيضا جواز سفر ديبلوماسي أزرق اللون خاص بالديبلوماسيين وأعضاء البرلمان مدته أيضا ثلاث سنوات لكن هذا النوع من الجوازات يحتفظ به صاحبه على عكس النوع الأول وأظن أن الملولي يستحق الحصول على النوع الثاني.