استرجعت المؤسسات الاجنبية المنتصبة في تونس نشاطها بسرعة حسب تصريحات بعض المستثمرين الاجانب العاملين في قطاعات واعدة الصناعات الميكانيكية والجوية والالكترونية لوكالة تونس افريقيا للانباء رغم مواجهتها لمطالب اجتماعية من طرف أعوانها. وقد رصدت الوكالة تقييم رؤساء هذه المؤسسات لاداء وحدات الانتاج من جهة وموقف الاتحاد العام التونسي للشغل من المطالب التي عبر عنها اعوان الشركات. وفي هذا السياق صرح السيد برينو بورال المدير العام لشركة متخصصة في المناولة الصناعية ان الشركة استأنفت نشاطها بنصف طاقتها البشرية منذ 15 جانفي 2011 بعد يوم واحد من خروج الرئيس المخلوع. وبين ان الشركة التي توجد بتونس منذ 15 سنة وتختص في الصناعات الميكانيكية والالكترونية واصلت عمليات التصدير في نفس اليوم مستعيدة نشاطها بشكل عادي منذ يوم 18 جانفي 2011. وأكد مدير الشركة ان وحدة الانتاج المنتصبة في المغيرة 2 فوشانة لم تسجل اي خسائر خلال الاحداث الاخيرة موضحا ان كل اعوان الوحدة (80 شخصا) قد استأنفوا نشاطهم دون طرح مطالب اجتماعية او مهنية باعتبارهم يعملون في اطار القانون والاتفاقيات الاجتماعية. ووصف المطالب المهنية والاجتماعية المطروحة لدى شركات اجنبية اخرى بالشرعية في بعضها وغير شرعية في البعض الاخر باعتبارها جاءت بتحريض من بعض الاطراف. وبين ان المؤسسات الاجنبية المنتصبة حاليا في تونس في حاجة الى تطمينات من السلط المعنية على قدرة الاقتصاد التونسي على استعادة عافيته للمحافظة على مواطن الشغل والعمل في نفس الوقت على استقطاب شركات اخرى للاستثمار في تونس. وأكد السيد غابي لوبز المدير العام لشركة «زودياك ايروسبايس» المتخصصة في المكونات الفضائية والمنتصبة بمدينة سليمان بالوطن القبلي ان شركته استعادت نشاطها منذ 17 جانفي 2011 رغم بعض الصعوبات التي تتعلق بالخصوص بالتأخير الحاصل عند تسليم البضائع الناجم عن توقف ميناء رادس عن النشاط. واشار الى ان الشركة بصدد التحاور مع الموظفين بشأن مطالبهم الاجتماعية. وكانت الاوضاع هادئة بالنسبة الى مؤسستين تابعتين لمجمع جيتاس حسب السيد بول ميراد المدير الصناعي للمجمع الذي أكد ان الشركتين المختصتين في المناولة في قطاع الصناعات الجوية ميكهاير وتميس والمنتصبتين في سليمان لم تتوقفا عن النشاط سوى 4 ايام عندما اشتدت الاحداث حفاظا على سلامة العاملين وقال لم نسجل أية خسائر لا على مستوى الشركات ولا على مستوى تجهيزات الانتاج . وأضاف ان العمال واعون بضرورة المحافظة على الشركة التي يعملون فيها مشيرا الى ان الادارة لم تتلق أية مطالب تتصل بالاجور باعتبارها تعقد اجتماعات شهرية مع الاعوان كما يتمتع العاملون في الشركة بدورات تكوينية لتحسين مهاراتهم. وقال اننا بقدر ما نحرص على المحافظة على تطور انشطتنا في تونس نعكف حاليا على تركيز وحدة انتاج جديدة بمنطقة فوشانة باستثمارات تناهز حوالي 5 ملايين دينار. وبيّن السيد بلقاسم العياري الامين العام المساعد للاتحاد التونسي للشغل المكلف بالقطاع الخاص ان الاحتجاجات التي ينظمها العمال في المؤسسات تعد تحركات عفوية باعتبار الظرف الاستثنائي الذي تمر به تونس. وابرز ان الاتحاد ولئن يعتبر هذه التحركات مشروعة فإنه يحرص على تأطيرها وتحديد الاولويات في مطالب العمال بما يضمن حقوقهم من جهة والمحافظة على الاستثمارات وعلى مواطن الشغل في البلاد من جهة اخرى. وأعرب ان المنظمة الشغيلة انطلاقا من وعيها بأن الاستثمار يبقى السبيل الوحيد لخلق مواطن الشغل فانها تسعى الى المحافظة على مناخ اجتماعي سليم يسوده الحوار بين مختلف الاطراف. وأشار الى ان الاتحاد يسهر على طمأنة المستثمرين الاجانب في ظل ما سيتيحه مناخ الديمقراطية والشفافية من انعكاسات ايجابية على مستوى الانتاج والانتاجية.