أسدل الستار على دورة 2004 من المهرجانات الصيفية التي كانت مناسبة لاكتشاف القيمة الحقيقية لبعض الاصوات العربية لان المهرجانات تبقى مقياسا حقيقيا لاختبار نجومية المطربين. هذه الدورة أعادت الى الاذهان السؤال عن بعض الاسماء التونسية التي غاب ذكرها في المهرجانات وعلى أعمدة الصحف وفي برامج التلفزة بعد أن كانوا نجوما وذا كان مهرجان قرطاج هذه السنة قد أكد نجومية الهادي حبوبة فان بعض الاصوات الاخرى اختفت وكأنها اعتزلت في صمت. في أول قائمة المعتزلين نجد عدنان الشواشي صاحب الصوت السحري الذي طالما أطرب جمهور المهرجانات والتلفزة والاذاعة منذ أواخر السبعينات عندما كان يشدو «يا ناس محلى السهر» أو غيرها من الروائع... فعدنان غاب عن الذاكرة منذ سنوات رغم أن مكانه واضح وغيابه بارز، وفي نفس المسار أيضا نجد صلاح مصباح الذي قدّم مجموعة من الأغاني وكان نجما في فترة ما قبل أن ينطفئ بريقه رغم امكانياته الكبيرة التي تؤهله ليكون نجما عربيا، الاسم الثالث الذي افتقدناه في المهرجانات مطربا وملحّنا هو سليم دمق الذي كانت له صولات وجولات في الغناء والتلحين قبل ان يختفي وتغيب أخباره. أما منية البجاوي فمازالت تصارع من أجل استعادة موقعها وهي التي كانت مطربة تونس الاولى في منتصف الثمانينات قبل صعود صوفية وأمينة... عندما كانت تغنّي في سهرات خاصة بها في قرطاج وغيره من المهرجانات. *حسابات ان البقاء في القمة لا يحتاج الى موهبة فقط بل الى حسابات أيضا والى فن ادارة الموهبة فأم كلثوم أو عبد الحليم أو نجاة أو وردة أو اسمهان او فائزة أحمد لم يبقوا في القمة لانهم موهوبون فقط بل لأنهم فهموا ان الفن ليس جمال صوت فقط بل تخطيطا وعملا يوميا.