في فصل الصيف، يجد المطربون فرصا واسعة للعمل في المهرجانات وفي الأعراس في حين لا يفوز بفرص العمل خلال بقية السنة إلا المحظوظون أو النجوم. ورغم هذه الفرص الكثيرة المتاحة للجميع سواء بدعم من وزارة الثقافة والشباب والترفيه أو بدعوة من العائلات والمهرجانات فإن عددا كبيرا من المطربين اختاروا البقاء خارج هذه الدائرة وكأنهم اعتزلوا في صمت رغم السنوات الطويلة التي قضوها في الغناء والحفلات العامة والخاصة مسلمين أنفسهم لحكم الزمن. هذه القائمة من «المعتزلين» تضمّ الفنان الكبير الهادي القلال الذي انسحب نهائيا من كل نشاط فني منذ أكثر من عشر سنوات مفضلا ضاحية الكرم مرتع طفولته وزينة شبابه على مهرجانات لم يعد جمهورها يذكر شيئا من روائعه الخالدة التي لحّن معظمها الفنان الراحل رضا القلعي. ونجد أيضا ليليا الدهماني التي كانت واحدة من أبرز أصوات السبعينات ثم اختفت لفترة قبل أن تعود في عرض «النوبة» الذي أعادها للأضواء بعد غياب طويل ولكن اختفت أخبارها منذ سنوات كما اختفت أخبار أحمد حمزة وتوفيق الناصر الذي غادر الاذاعة بعد التقاعد ولم يبق من الفنانين الذين يصارعون الزمن وزحف الشيخوخة بالغناء إلا مصطفى الشرفي وصفوة وشبيلة راشد وسلمى وسلاف ومحمد أحمد وزهيرة سالم وصفية شامية وكل هؤلاء لم تبخل عليهم وزارة الثقافة والشباب والترفيه بالعروض المدعومة في المهرجانات حتى لا تحرمهم من الحضور في المهرجانات حتى وإن كان حضورهم رمزيا.