ان الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية على اثر اجتماع مكتبه التنفيذي أمس الاربعاء 19 جانفي 2011 برئاسة السيد الهادي الجيلاني، رئيس المنظمة، يحيي انتفاضة أبناء الشعب التونسي وذودهم عن قيم الكرامة و العزة رفضهم لكل أشكال القمع والقهر والاقصاء التي كانت سببا في تهميش العديد من الكفاءات التونسية في جميع الميادين. كما يقف الاتحاد إجلالا وإكبارا لأرواح شهداء هذه الانتفاضة الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن يستعيد الشعب التونسي كرامته وحقه في التعبير عن همومه التي تفاقمت خاصة في ظل وجود اخلالات اجتماعية وسياسية زادت حدتها مع جنوح البعض الى تغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة. ولئن فضل الاتحاد في هذه المرحلة النأي بنفسه عن الصراعات السياسية التي تشهدها الساحة الوطنية وتكثيف جهودة لتشجيع عودة الحركية الاقتصادية الى نسقها العادي تدريجيا فان ذلك لا يعني، خلفا لما يدعيه البعض، تقصيرا أو غيابا أو ابتعادا عن هموم أبناء شعبنا، فالاتحاد كان ولا يزال حريصا على الإنصات والتجاوب مع مشاغل كل الفئات سواء الصناعيين أو التجار أو الحرفيين وصغار المهنيين...ولعل دعوته كل المزودين والتجار والمهنيين الى فتح محلاتهم واستئناف نشاطهم تدريجيا لتوفير حاجيات المواطنين في مختلف الجهات خير دليل على ذلك. وبهذه المناسبة يحيي الاتحاد، بمختلف هياكله، كل الذين استجابوا لهذه الدعوة ملبين نداء الواجب تجاه وطننا، كما يحيي جهود كل المستثمرين سواء منهم التونسيين أو الأجانب الذين أثبتوا شجاعتهم وحبهم لهذا الوطن من خلال تثبيت استثماراتهم في كافة أرجاء البلاد. ان الظرف الذي تعيشه بلادنا اليوم، بقدر ما يبعث على الاعتزازوالنخوة لما فيه من حرية وديمقراطية، بقدر ماهو حساس ودقيق ويستدعي تكاتف كل الجهود ومن مختلف المستويات من أجل أن يستعيد اقتصادنا الوطني حيويته ونموه في أقرب الآجال. فلا يخفى على أحد أن شرارة هذه الانتفاضة انطلقت بدعوة من شبابنا الى إعلاء صوتهم ومطالبتهم بحقهم في تكافؤ الفرص والحصول على موطن شغل قار يضمن لهم أسباب العيش الكريم. ان توفير فرص التشغيل المطلوبة يستدعي منا جميعا العمل على استعادة الاستقرار والأمن الكفيلين بإعادة الثقة للمستثمرين وتشجيعهم على تدعيم مشاريعهم ومضاعفة طاقتها التشغيلية وفي هذا الإطار يجدد الاتحاد التزام رجال الأعمال في كل القطاعات بمواصلة مجهود احداث مواطن التشغيل بمختلف الجهات. ان الحرية والديمقراطية اللتان طالب بهما شعبنا ونجح في الحصول عليهما بعد ثورة أذهلت العالم بأسره، لا تعنيان بأي شكل من الأشكال اقصاء طرف على حساب طرف آخر فنحن مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى الى وضع اليد في اليد والعمل جنبا الى جنب من أجل مواصلة مسيرة هذا الشعب وبناء دولة عصرية تتظافر فيها جهود الجميع خدمة لمصلحة الوطن قبل كل شيء. عاشت تونس حرة مستقلة