تسرّبت أخبار من شارع باريس مقرّ أتحاد الكتّاب التونسيين عن اعتزام الهيئة المديرة للاتحاد تنظيم تظاهرة شعرية تحمل إسم «أيّام قرطاج الشعرية»وبقدر ما أسعدني شخصيا هذا الخبر الذي أرجو أن يكون جادّا في غياب أي اعلان رسمي من الاتحاد بقدر تطلّعي الى أن تكون هذه التظاهرة اضافة حقيقية للمشهد الشعري والثقافي عموما وأن تكون في مستوى وجدّية التظاهرات الكبرى التي عرفت بها تونس وهي تظاهرات مرجعية مثل أيّام قرطاج السينمائية والمسرحية ومهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية ومهرجان الجم للموسيقى السمفونية فليس من السّهل تنظيم تظاهرة في هذا الحجم فهي لا تحتاج الى الامكانيات المالية فقط بل للخبرة أيضا. أيّام قرطاج الشعرية ان تحقّقت ستكون حدثا بكل المقاييس ولكنّها ستطرح تحدّيا كبيرا على الهيئة المديرة المطالبة بأن تحقّق نجاحا في هذا المشروع الذي نرجو أن يكون في مستوى أمال الشعراء. فدورة الهيئة الحالية لم يبق فيها الكثير من الوقت وما نرجوه أن توفّق الهيئة في مشروعها الجديد وأن يتخلّص بعض أعضائها من سيطرة وهم «المؤامرة» فلا أحد يتأمر على الأتحاد كما يعتقدون ربّما الاّ بعض المستفيدين منه ممّن يريدون تصفية حساباتهم الشخصية من خلاله بسياسة الاقصاء والتجاهل وكيل التّهم. فالإتحاد ليس ملكا لهيئته بل هو مكسب وطني لابد من المحافظة عليه وتطوير أدائه. وهذا لن يتحقّق دون كرم عاطفي وحب للعمل التطوّعي خدمة للثقافة الوطنية ومشروع التحديث والتنوير.