لئن تطلبت الاحداث التي رافقت مقابلة المنتخبين الجزائري والمصري في نوفمبر الماضي أكثر من 300 يوم قبل ان تهدأ العاصفة بين الشعبين الشقيقين فإن الأحداث التي شهدتها مقابلة الترجي والأهلي ما كان لها أن تستمر أكثر من أسبوع واحد وذلك في ظل ما تميزت به الأطراف التونسية والمصرية على حد السواء من اتزان وتحكيم لرجاحة العقل في مثل هذه المواقف وجاء التدخل الرئاسي يوم السبت الماضي ليحسم الامر برمته خاصة بعد التجاوب الكبير الذي وجده من قبل الرئيس المصري حسني مبارك.. قرار وصفه البعض بالتاريخي لأنه أكد للجميع أن كرة القدم جعلت لبث روح التقارب والالتقاء بين مختلف البلدان العربية. «الشروق» رصدت انطباعات العائلة الترجية الموسعة بعد ان عاد الشبان الموقوفين الى أحضان عائلاتهم فأكدوا ما يلي: تحقيق سامي حماني محمد بوشيحة (الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية): التدخل الرئاسي كان ناجعا وأكد المكانة الخاصة للشباب والرياضة في تونس السياسي محمد بوشيحة لم يخف يوما واحدا مسألة انتمائه لعائلة الاصفر والاحمر لذلك كان من الطبيعي أن يسعد بقرار الافراج عن الشبان الموقوفين بمصر تحدث عن ذلك فقال: «أنا أحد أبناء باب سويقة وأفاخر بالانتماء الى فريق الترجي الرياضي وإننا بقدر ما نأسف للاشقاء المصريين بشأن ما حدث من مظاهر عنف أثناء مقابلة الاهلي والترجي فإننا نثمّن التدخل الرئاسي من قبل سيادة رئيس الجمهورية التونسية زين العابدين بن علي الذي كان ناجعا ووجد تجاوبا كبيرا من الرئيس المصري حسني مبارك وقد برهن هذا التدخل الرئاسي عن المكانة المتميزة التي يحظى بها الشباب في تونس والرياضة عموما في انتظار أن تلتزم الجماهير الرياضية التونسية بمبادئ الروح الرياضية بغض النظر عن الالوان وهي مناسبة كذلك لنتقدم بالشكر الى الاعلام المصري الذي كان متزنا في طريقة تعامله مع هذه الحادثة وشخصيا جمعني اتصال هاتفي بالاعلامي المصري محمد حلمي أكدنا من خلاله على متانة العلاقات المصرية التونسية التي لا يمكن أن تتأثر بمجرد أحداث عنف في مقابلة كرة قدم». سليم شيبوب (الرئيس الأسبق للترجي): العلاقات التونسية المصرية أكبر من أن تهتز بسبب مقابلة في كرة القدم السيد سليم شيبوب الذي تعوّد على مساعدة العائلة الرياضية سواء تعلق الامر بالترجي أو كذلك بقية الجمعيات الرياضية الاخرى سارع بدوره الى محاولة تقريب الوجهات بين تونس والاشقاء في مصر، تحدث عن التدخل الرئاسي لفائدة الشبان الذين تم الافراج عنهم فقال: «إن التدخل الرئاسي لفائدة أحباء الترجي وعائلاتهم على هامش القمة العربية الملتئمة بليبيا يؤكد مرة أخرى أن سيادة رئيس الجمهورية حبانا بعطفه الأبوي فقد أبى إلا أن يتدخل لفائدة تلك العائلات بالرغم من كل الاحداث المؤسفة والمشينة التي رافقت مقابلة النادي الاهلي أمام الترجي الرياضي وهي مناسبة لنشكر سيادة الرئيس وكذلك لنشكر رئيس الجمهورية المصرية ولابد في هذا الصدد من التنويه بالموقف المتزن الذي التزمت به الاطراف المصرية فقد تحوّلت شخصيا الى المستشفى المصري حيث يخضع بعض أعوان الأمن المصري الى العلاجات الضرورية وأجمعوا على أن العلاقات الاخوية التونسية المصرية أكبر من أن تنال منها مجرد مقابلة في كرة القدم ولعل الطريف في الامر أن أحد الاعوان المصابين يدعى عادل التونسي... أما الآن فأظن أن جماهير الترجي مطالبة برد الجميل... خلال إنجاح مقابلة العودة برادس من الناحية التنظيمية وأن تتجنب جميع مشاكل العنف مهما كانت النتيجة الحاصلة فوق الميدان»... حمدي المدب (رئيس الترجي الرياضي): هذه هديتنا للشعب التونسي ورئيسه «أريد أن أتقدّم باسمي وباسم العائلة الترجية الموسّعة بأحر عبارات الشكر والامتنان لرئيس الجمهورية التونسية الذي أبى إلاّ أن يتدخل في الوقت المناسب ويحسم مسألة الإفراج عن أربعة عشر محبّا من أبنائنا ولقد كانت سعادتنا كبيرة بهذا التدخل الرئاسي الذي جاء على هامش القمّة العربية المنعقدة في الشقيقة ليبيا وهو ما يؤكد مرّة أخرى أن رئيس الجمهورية التونسية يهتمّ بجميع شواغل أبناء هذا الوطن بالرغم من انشغاله الكبير بفعاليات القمة العربية.. ونحن كعائلة الترجي نعد رئيسنا بأن نعمل كل ما في وسعنا لتجنب أحداث العنف وكل أمل في جماهيرنا الغفيرة في انتهاج السلوك الرياضي الحضاري وإن شاء الله سيكون الظفر برابطة الأبطال الإفريقية أفضل هدية يمكن تقديمها للشعب التونسي ممثلا في ابنه البار سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي الذي كان تدخله حاسما لفائدة عائلات 14 محبا ترجيا...». طارق عبد العليم (لاعب دولي مصري سابق): أنا فخور بهذا القرار المشترك بين تونس ومصر تحدثنا كذلك إلى الحارس الدولي المصري السابق طارق عبد العليم الذي تربطه علاقة خاصة بالترجي وبتونس عموما فقال: «أنا فخور جدا بالقرار الثنائي من قبل الرئيس المصري حسني مبارك وشقيقه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد تمكنهما من اتخاذ القرار الحاسم في ظرف زمني قياسي أكدا من خلاله على متانة العلاقات الأخوية التونسية المصرية في مختلف الميادين دون استثناء سواء تعلق الأمر بالرياضة أو كذلك ببقية المجالات الأخرى والحمد لله أن الشبان الموقوفين عادوا إلى عائلاتهم وهي حركة نبيلة من شأنها أن تساهم في توطيد العلاقات بين الشعبين الشقيقين وأنا شخصيا أحتفظ بالعديد من العلاقات المميزة مع الأشقاء في تونس على غرار السادة حمدي المدب وعزيز زهير وطارق بوشماوي وماهر الكنزاري وبادين التلمساني...». عزيز زهير (الرئيس السابق للترجي): الأولوية للمواطن لدى «الرئيس» شخصيا أنزعج كثيرا عندما أشاهد لقطات العنف في الملاعب وكنت حاضرا في القاهرة ورغم أنني أشجب العنف الذي صدر عن بعض الاحباء الا ان قناعتي كبيرة بأن الأمن المصري كذلك كان له دور في المسؤولية واثر ذلك الأمور أخذت حجما أكبر من المطلوب، والحمد & جاء تدخل سيادة الرئيس مرة أخرى ليؤكد انه مهما تكن التزاماته المحلية والدولية الا ان المواطن التونسي يبقى على رأس أولوياته ومن هنا كان التدخل الانساني والأبوي لسيادة الرئيس والذي أثلج صدور كل الترجيين والتونسيين عموما ويتم الافراج عن أبنائنا. عائلة الترجي كلها امتنان لرئيسنا العزيز ويجب على الجميع ان يرد الجميل ونعود الى الجادة والابتعاد عن الشوائب وتأمين الفرجة في اطار الروح الرياضية واللعب النظيف. أيمن بن عمر (لاعب حالي): لا بدّ من ردّ الجميل أظن ان مبادرة سيادة رئيس الدولة ليست غريبة عن سيادته وعوّدنا دائما بعطفه على الشباب التونسي فما بالك ونحن نحتفل بالسنة الدولية للشباب وخروج أحبائنا وعودتهم يزيدنا اندفاعا وحماسا لمباراة الاياب والتي أتمنى ان يحالفنا الحظ فيها لنهدي الفوز لسيادة الرئيس. معز بوطار عبد المجيد بن مراد (لاعب سابق): التدخل الرئاسي أصبح ذكرى خالدة سترددها الأجيال المتعاقبة «أظنّ أن الحركة النبيلة التي أقدم عليها سيادة رئيس الجمهورية ستبقى خالدة ترددها الأجيال لعدة سنوات خاصة أنها جاءت بطريقة غير منتظرة بما أنه وقع اتخاذها على هامش القمّة العربية بالشقيقة ليبيا وأثبتت للجميع ما تحظى به الرياضة التونسية من مكانة خاصة لدى رئيس الجمهورية التونسية وأكدت أن العلاقات الأخوية التونسية المصرية أكبر من أن تهتز بسبب مقابلة في كرة القدم وشخصيا أحتفظ بالعديد من الصداقات المميزة مع الأشقاء في مصر على غرار هاني عبادة...». محمّد البغدادي (لاعب دولي سابق في الكرة الطائرة): رئيس الجمهورية وشخصياتنا الرياضية دائما إلى جانبنا في السرّاء والضرّاء عندما نتحدث عن الشبان الموقوفين بمصر والذين تم الإفراج عنهم في نهاية الأسبوع المنقضي يتبادر إلى ذهننا اللاعب التونسي المعروف محمد البغدادي الذي سبق له أن تعرّض للإيقاف في مصر كذلك ولمدة أسبوع أيضا وذلك على خلفية ما حدث في إحدى مقابلات الكرة الطائرة بين المنتخبين المصري والتونسي. محمد البغداي كان يتابع أطوار إيقاف هؤلاء الشبان ويراوده نفس إحساسهم بما أنه سبق له وأن عاش مثل هذا الظرف الصعب بكل تفاصيله تحدث البغدادي ل«الشروق» فقال: «لقد حدث لي نفس السيناريو تقريبا فقد تم إيقافي لمدة أسبوع بأكمله ولكن الحمد لله أن أبناء تونس يتدخلون دائما في الوقت المناسب فقد وجدت إلى جانبي آنذاك السيد سليم شيبوب وكذلك زوج شقيقتي الذي كان يعمل بمصر وهو ما جعلني أحظى بمعاملة خاصة جدا وقع من خلالها إيقافي في غرفة خاصة على انفراد كما وقع أيضا السماح لعائلتي بتزويدي بالمأكولات بين الحين والآخر.. أما اليوم فقد تكرّر السيناريو نفسه تقريبا مع بعض أحباء الترجي والحمد لله أن سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي حفظه الله تدخل في الوقت المناسب وهو ما يؤكد مرة أخرى المكانة الخاصة التي يحظى بها كل تونسي من لدن رئيس الجمهورية وكذلك من قبل بقية شخصياتنا الرياضية الفاعلة... ومؤكد أن هذه الحادثة ستساهم في توطيد العلاقات أكثر بين الشعبين التونسي والمصري». الإفراج عن جماهير الترجي في الإعلام المصري: استبشار.. وإشادة بكل المقاييس يحسب للإعلام المصري والتونسي على حدّ السواء حسن التعامل مع تلك المشكلة الصغيرة التي لا ترتقي إلى مستوى الأزمة بين تونس ومصر عقب أحداث ملعب القاهرة حيث نجح الجانبان في تطويق انفعال بسيط وحرما بذلك أصحاب القلوب المريضة من الركوب على الأحداث وتهويلها حتى تحدث شرخا في علاقة بلدين جمعتهما نقاط واحدة عديدة وستظل... وتكملة لكل هذا جاء القرار مساء السبت من الرئيس حسني مبارك بالإفراج على مشجعي الترجي بعد تدخل سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ليؤكّد ويدعم عمق العلاقات وهو ما أثلج صدور الإعلاميين المصريين الذين ثمنوا هذه البادرة وتجلى ذلك من خلال ردة الفعل في الإعلام المصري. جريدة الأهرام المصرية ثمنت هذه الخطوة واعتبرتها مهمة لتدعيم العلاقة بين البلدين كما رصدت من جانبها وقع الخبر في الصحافة التونسية حيث كتبت «أعربت الصحف التونسية الصادرة صباح أول أمس (الأحد) عن سعادتها بالقرار الذي اتخذه النائب العام وبتعليمات من الرئيس حسني مبارك بالانفراج عن الجماهير التونسية». أمنيات موقع المصري على الانترنات تمنى أن تكون مباراة الإياب ممتعة وتسودها روح رياضية عالية أولا وأخيرا لأن غرض الرياضة هي تقريب الشعوب ببعضها البعض وليست لإثارة المشاكل والخلافات. ونقل نفس الموقع بكل إيجابية ردّة فعل رئيس الترجي حمدي المدب بعد القرار واعتبر أن ذلك جاء تدعيما لحسن العلاقة بين الفريقين التي من شأنها أن تدعم الروابط الأخوية بين تونس ومصر وكتب نفس الموقع «ليس المهم نتيجة المباراة بل الأهم العلاقة بين الإخوان العرب ببعضهم البعض ونتمنى من المخطئين التعلّم من هذه الحركة الإيجابية. إشادة مدونة الرياضة المصرية نقلت الخبر فور حصوله وقالت إن هذا القرار الحكيم جاء استجابة للحديث الذي دار بين الرئيسين حسني مبارك والرئيس التونسي زين العابدين بن علي وكتب الموقع: «القرار جاء تقديرا للعلاقات الوثيقة التي تجمع البلدين». تفاعل موقع الأوروسبور العربي نقل من جهته تفاعل الشارع التونسي مع هذا القرار وأشار إلى أنّ الاحتفالات جابت الشوارع التونسية بعد تدخل الرئيس زين العابدين بن علي عن طريق استقبال حافل للمشجعين.. وكتب الموقع: «فمنذ إعلان خبر المكالمة الهاتفية خرجت السيارات تجوب شوارع العاصمة تونس محتفلة بهذا الخبر السار وبإذابة الجليد بين البلدين الشقيقين وجعلت الفرحة من مطار تونسقرطاج مكانا جميلا وسط فرحة الأقارب والأصدقاء برؤية أبنائهم العائدين من مصر... هنا أغلق شرخ بحجم ثقب إبرة حاول البعض استغلاله والمرور من خلاله لخلق تصدّع كبير في علاقة بلدين أثبت التاريخ وحده أنها لن تخدش مهما حاول العابثون.