أحد المسؤولين الإسرائيليين صرح مؤخرا بأن حكومته باتت شبه متأكدة من أن الاتحاد الأوروبي سيقف الى جانب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة حول الجدار الفاصل... وتحدث هذا المسؤول عن أن اسرائيل باتت معرضة الآن إلى عقوبات دولية تقف وراءها أوروبا... والواضح أن هذه التصريحات اذا ما نظرنا إليها من زاوية أنها تأتي بعد الموقف الأخير الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي حيال قضية الجدار الفاصل نلاحظ بلا أدنى شك أن حكومة شارون تسعى جاهدة هذه الأيام بكل الطرق والوسائل لإبعاد القوى الدولية التي تتميز باستقلالية قرارها وعدم انحيازها عن ملف عملية السلام من أجل وضعه في أيدي الإدارة الأمريكية فقط على اعتبار أن هذه الأخيرة تتخذ وبشكل دائم مواقف مؤيدة للسياسة الإسرائيلية وتحميها من الإدانة على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني. ووفق هذا المنظور تحديدا ضمت حكومة شارون الإتحاد الأوروبي الى قائمة المغضوب عليهم اسرائيليا بسبب موقفه من الجدار ودعمه لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أدان جدار الفصل العنصري وطالب بتفكيكه وهو ما جعل شارون يسارع إلى اعلان استبعاده لأي دور للإتحاد الأوروبي في عملية السلام وطالبه بأن يغير موقفه أو بمعنى أوضح أن يعلن انحيازه لإسرائيل... لكن الاتحاد الأوروبي باعتباره قطبا وقوة لها وزنها ومواقفها وسياستها المتوازنة لم يعر تصريحات شارون اهتماما كبيرا وردّ على ذلك بالتأكيد أنه سيلعب دوره في عملية السلام سواء شاء شارون أو أبى كما أكد ذلك الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافير سولانا. ولأن خدع شاروع و»بالوناته المثقوبة» بات يدركها القاصي والداني فإن ما لا شك فيه أن موقف الاتحاد الأوروبي ووقوفه الى جانب الحق سيزيدان من حرج شارون وسيعريان وجهه وحماقاته التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني... كما أن موقف الاتحاد الأوروبي على أهميته يشكل في نفس الوقت رسالة واضحة ليس إلى شارون فحسب وانما للإدارة الأمريكية أيضا مفادها أنه ليست لهما الحرية في اختيار القوى الدولية التي تدير عملية السلام بل عليهما أن يقبلا بمشاركة كافة الأطراف الدولية من أجل التوصل الى تسوية سلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولا شك أن التعاون الدولي وتعدد القوى التي تتولى الإشراف على عملية السلام سيكونان أكثر فاعلية من استفراد الإدارة الأمريكية بهذا الملف خصوصا بعد أن اتضح للجميع مدى انحيازها للجانب الإسرائيلي وتجاهلها للحقوق الشرعية الفلسطينية من خلال «الفيتوات» التي رفعتها لصالح «ربيبتها» إسرائيل في مجلس الأمن وتتويجها شارون «رجل سلام».