تشارك في الدورة الثانية للصالون الوطني للتشغيل بمراكز النداء والخدمات عن بعد وخدمات الاسناد الخارجي والذي يتم تنظيمه بمقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية حوالي 50 مؤسسة رائدة في القطاع وقد التقت «الشروق» مع مجموعة من زائري الصالون وهم أساسا من طالبي الشغل وبعض العارضين للحديث عن أهم ميولاتهم والصعوبات التي تعترضهم وظروف الانتداب والتكوين. قال الشاب المولدي قار علي انه قدم للصالون للتعرف على المشاريع ذات العلاقة بقطاع تكنولوجيا الاتصال والتي منها مراكز النداء والمراكز الجهوية للعمل عن بعد الا أنه لاحظ أنه يحمل نظرة خاطئة فالعديد ممن طلب رأيهم في مراكز النداء حول ظروف العمل اشتكوا من ال«ستراس» وضغوطات الوظيفة ولذلك سيتخذها مجرد مورد شغل وقتي. وكشف الشاب عفيف بن بكري الذي درس اختصاص اعلامية مطبقة في التصرف انه يرغب في العمل في مراكز النداء والخدمات عن بعد للهروب من شبح البطالة ولو بصفة مؤقتة في انتظار ايجاد الشغل الذي يتلاءم مع قدراته ومؤهلاته العلمية وقد يجد فيها مورد رزق لمواجهة تكاليف الحياة وراحة نفسية. وأشار المتحدث في المقابل الى أن الاشكال يكمن في الشروط التعجيزية التي تفرضها بعض المراكز اذ تشترط توفر عنصر الخبرة في حين أننا متخرجون جدد. وأكدت غادة الميساوي (اختصاص هندسة علوم الاعلامية) أن الصعوبة لا تكمن في توفر الموارد المالية أو رأس المال ولا في المؤهلات العلمية وانما حسب اعتقادي في ايجاد الحريف ونسج شبكة علاقات مع الحرفاء تضمن للباعث تسويق المنتوج. كما تطرح في مشاريع مراكز النداء اشكالية الاتصال والتواصل والقدرة على الاقناع. وهذا ما أكدته السيدة يسر البجاوي عارضة بالصالون الوطني للتشغيل (صاحبة مشروع مركز نداء) وتطرقت الى ظروف وصعوبات القطاع فمن منطلق خبرتها تقول: «للأسف نجد صعوبة في انتداب طالبي الشغل الذين يملكون مؤهلات علمية محددة ونلاحظ تراجع مستوى الطلبة المتكونين في اللغات خاصة الفرنسية وحتى ان عثرنا على اليد العاملة الكفأة فإن مراكز النداء ينظر اليها على أنها مجرد وظيفة وقتية فالعديد من الباحثين عن شغل وبعد ان نقضي فترة طويلة في تكوينهم وتطوير كفاءاتهم وتيسير اندماجهم في سوق الشغل نفاجأ بهروبهم من مراكز النداء والتحاقهم بوظائف أخرى يرون أنها تتماشى مع اختصاصهم». من بين العارضين الآخرين السيد عبد السلام اليحياوي وقد ذكر هذا المسؤول عن فضاء مهيأ للتعريف بخدمات المراكز الجهوية للعمل عن بعد أنه غالبا ما يعجز الباعثون ممن يرغبون في انجاز مشاريع مختصة في الخدمات المعتمدة على شبكة الاتصال الحديثة عن تسويق المنتوج ويجدون صعوبة كبيرة في تكوين شبكة حرفاء وتتوجه هذه الخدمات لفائدة المؤسسات الاقتصادية والادارية المتواجدة بالجهة والمؤسسات المنتصبة بمناطق أخرى بالبلاد وكذلك بالخارج وذلك في شكل خدمات عن بعد.