شنّ «حزب اللّه» اللبناني عبر عدد من مسؤوليه ونوابه هجوما على حاملي شعار «بيروت منزوعة السلاح» متهمين إياهم ب«التحريض على الفتنة» و«إشاعة مناخات التوتر». وحذر «حزب اللّه» من أن رئيس الحكومة سعد الحريري لم يتصرف مع اشتباكات برج أبي حيدر وتداعياتها كرجل دولة وكرئيس للحكومة بل كرئيس لتيار «المستقبل» وكزعيم لفئة من اللبنانيين مشيرا الى أن خطاباته الأخيرة تتناقض مع الدعوات التي يطلقها هو نفسه من أجل التهدئة. واعتبرت الأوساط القيادية في «حزب اللّه» أن «طريقة تعامل الحريري مع أحداث برج أبي حيدر هزّت صورته ومصداقيته كرئيس لحكومة كل لبنان، وكرئيس لحكومة الوحيدة الوطنية»، موضحة أن «حزب اللّه حاول في الأيام الأولى التي تلت أحداث برج أبي حيدر احتواء المواقف الحادة التي صدرت، واعتبارها ردّ فعل موضعيا، لكن تبيّن من خلال الاصرار على استخدام لغة متوترة أن هناك عملية استغلال منظمة لما حصل وأن هناك من كان يتحيّن الفرصة للانقضاض على حزب اللّه وسلاحه». انتقادات لاذعة وانتقد الحزب على لسان نائبه حسن فضل اللّه «مسارعة بعضهم الى محاولة التوظيف السياسي الرخيص من خلال امتحان لعبة استثمار الدم». وأشار الى أن «المقاومة التي تستطيع أن تفكك مشروعا اسرائيليا أمريكيا لن تكون عاجزة عن تفكيك أوهام وأحلام بعض الانتهازيين الذين تعودوا الرقص على الدماء ولم يتصرفوا بلياقة وطنية أو بمسؤولية أخلاقية تجاه الحادثة المؤلمة التي وقعت في برج أبو حيدر والتي انتهت من خلال المعالجة». بدوره، رأى نائب «حزب اللّه» علي عمار أن «الحزب هو المتضرر الأساسي من إشكال برج أبو حيدر، لأنه سيستثمر كما هو حاصل اليوم ضد الحزب»، لافتا الى «أننا ننتظر من القوى المعنية أن تقوم بدورها كاملا لمعرفة من هو المسؤول عن الحادث». من جانبه أكد المسؤول الاعلامي في جمعية المشاريع الخيرية «الأحباش»، الشيخ عبد القادر الفاكهاني، أن «جمعية المشاريع الخيرية ليست واحة وليست خلفية لأي مشروع ولأي مخطط لافتعال أي مشكلة بين السنة والشيعة»، لافتا الى «أنها لن تنجر الى الفتن ولن تقبل بأي فتنة خاصة أن الطرف الذي وقع معه الاشكال هو طرف حليف». في المقابل أكد الحريري «أننا لن نسمح أن تحرق بيوتنا ويقتل أولادنا وتدمر أرزاقنا، لأن سيارة لم تجد لها موقفا مناسبا أو ممرا سالكا ساعة الافطار». وشدد على أن «الحكومة ستتحمل مسؤولياتها إزاء هذه القضية»، موضحا أن «معادلة الجيش والشعب والمقاومة، التي اتفق في مجلس الوزراء على أن تكون تحت مرجعية الدولة، تحتاج الى وجود حقيقي وفعلي للدولة، وهي معادلة لا تقوم ولن تقوم لا على حسالب الجيش ولا على حساب الشعب ولا على حساب مقاومة اسرائيل». اتفاق على التهدئة في الأثناء أكدت قيادتا «حزب اللّه» وجمعية المشاريع الخيرية الاسلامية «الأحباش» أمس على أهمية دور الجيش اللبناني في حفظ الأمن في لبنان، مشددين على ضرورة اتخاذ كافة التدابير لمنع تكرار ما حدث من اشتباكات بين الطرفين في منطقة برج أبي حيدر غربي بيروت أخيرا. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية عن بيار صادر عن العلاقات الاعلامية في «جزب اللّه» قوله: «ان أمين عام الحزب السيد حسن نصر اللّه اجتمع مع رئيس جمعية المشاريع الخيرية الشيخ حسام قراقيرة بهدف إنهاء ذيول وتداعيات الأحداث التي وقعت بين الطرفين وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى».