وصف العميد المتقاعد في الجيش اللبناني السيد أمين حطيط في حديث ل«الشروق» من بيروت المواجهات التي شهدها جنوب لبنان أمس بأنها عملية جس نبض اسرائيلية للجيش اللبناني قبل عدوان صهيوني مرتقب على لبنان... السيد أمين حطيط الخبير العسكري المقرب من المقاومة اللبنانية أكد في هذا الصدد أن الجيش اللبناني أسقط حسابات الصهاينة في الماء وزاد في أزمتهم ومأزقهم في معركتهم مع المقاومة اللبنانية... وفي ما يلي هذا الحديث... بداية ما هو تحليلكم للمواجهات التي دارت أمس بين الجيش الاسرائيلي والجيش اللبناني... ما هي مدلولات هذا التصعيد في الجنوب... وما هي خلفياته وأبعاده في رأيكم؟ أعتقد أن اسرائيل أرادت من خلال اعتدائها على الجيش اللبناني في الجنوب أمس تحقيق أمرين في هذه الفترة الانتقالية التي تمر بها المنطقة... 1) مراكمة الاعمال التحضيرية التي تجريها للحرب المقبلة. 2) افساد حالة الاستقرار في لبنان وكذلك التشويش على انتصار اللبنانيين... ومن أجل ذلك اختارت اسرائيل توقيت عيد الجيش بهدف جس نبضه خاصة أنه يشكل قوة عسكرية قوامها 6 آلاف جندي وضابط وهؤلاء ينتشرون على كامل الارض في الجنوب اللبناني... والمهمة الموكلة الى هؤلاء تتصور اسرائيل أنها التصدي للمقاومة... ولذلك أرادت أن تعرف الموقف الفعلي للجيش اللبناني.... هل هو الدفاع عن لبنان أم حراسة اسرائيل... كما أرادت أيضا أن تتحقق من دور اليونيفيل قبل الحرب... لأجل ذلك قامت بجس النبض قبل العدوان على لبنان... وصفتم ما جرى بأنه اختبار اسرائيلي للجيش اللبناني لكن الى أي مدى نجح الجيش في هذا الاختبار والى أي مدى أثبت قدرته على حماية لبنان خاصة بعد افتضاح دور اليونيفيل مؤخرا وبعد تزايد الشبهات حول طبيعة مهمته في الجنوب؟ الآن الجيش اللبناني برهن أنه يدافع عن الوطن وثبت أنه مستمر في مهمته للمحافظة على السيادة اللبنانية... أما بالنسبة الى اليونيفيل فقد سقط فعلا في الامتحان وخرج عن ضوابط القرار 1701.. ... أعتقد أن اللبنانيين بات لديهم من المناعة ما يجعل الجيش الاسرائيلي في مأزق قاتل... وبالتالي هي عملية موضوعية ذات أهداف محددة... هذه العملية مرّت بمراحل ثلاث لأن إسرائيل لما خسرت في ما كانت تراهن على تحقيقه من خلال الفتنة انتقلت الى مرحلة الانتقام لخسائرها في معركتها مع الجيش اللبناني أمس.. ٭ عملية «جسّ النبض» هذه، هل أبعدت في نظركم شبح الحرب أم أنها زادت في تقريبها؟ أعتقد ان النتيجة التي تحققت أبعدت الحرب مهلة إضافية وبالتالي لازالت الحرب وفقا لتقديراتنا مستبعدة.. إذ ان إسرائيل لا يمكن ان تحارب قبل إحداث فتنة داخلية... لكن تبقى الاشارة إلى ان ما جرى أمس هو بالنسبة الى إسرائيل أمر بالغ الخطورة لأنها لم تكن تنتظر من الجيش اللبناني هذا الرد.. ٭ على المستوى السياسي هل من رابط، برأيكم سيادة العميد، بين هذا التصعيد الاسرائيلي من جهة وبين القمة الثلاثية الأخيرة التي عقدت في بيروت وخطاب نصر الله من جهة أخرى... هذا التزامن... هل له أبعاده ايضا؟ طبعا كان واضحا ان إسرائيل أرادت ان تفسد الآثار الايجابية للحركة العربية الأخيرة التي ترجمتها زيارة العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس السوري بشار الأسد الى بيروت... وهي أرادت ان تقول إنها غير راضية على هذا الحراك السياسي العربي... لكن الذي حدث سيزيد، في اعتقادي في توحيد الصف اللبناني وفي إبعاد شبح الفتنة وفي مزيد احتضان المقاومة للجيش اللبناني وهو ما أكده السيد حسن نصر الله في خطابه الليلة الماضية حيث اضاف فيه محورا إضافيا كال فيه المديح والثناء للجيش وأكد على أهميته ودوره في مواجهة إسرائيل..