كشف تحقيق اجرته الأممالمتحدة بشأن انفجار وقع في جنوب لبنان أمس الأول ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي قامت بزرع اجهزة تجسس في الأراضي اللبنانية، في تطور اعاد الى الواجهة الحرب الأمنية بين أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية من جهة وجهاز أمن المقاومة والاجهزة الأمنية اللبنانية الرسمية من جهة ثانية. فقد أعلن مسؤول في قوات الأممالمتحدة المنتشرة في جنوب لبنان (يونيفيل) أن التحقيق الأول الذي اجرته الأممالمتحدة بشأن الانفجارين اللذين وقعا في احد الاودية على الحدود اللبنانية الاسرائيلية اظهر ان الانفجارين نتجا عن تفجير اجهزة تجسس كانت مدفونة تحت الارض. ورجح المصدر ان تكون اسرائيل قد زرعت هذه الاجهزة هناك عام 2006 خلال العدوان على لبنان. انحياز «غير مقبول» لكن النائب اللبناني عن «حزب الله» حسن فضل الله اعتبر امس ان اعلان قوات ال «اليونيفيل» ان زرع اسرائيل اجهزة التجسس تم خلال حربها على جنوب لبنان صيف 2006 انحياز غير مقبول. وقال فضل الله في اتصال مع وكالة الأنباء الفرنسية ان ما أدلى به الناطق باسم «اليونيفيل» حول الأجهزة التي تم كشفها وتحديد تاريخ زرعها استباق للتحقيق اللبناني الدولي الذي يتفحص اجهزة التنصت التي وضعها العدو». واضاف فضل الله ان «ذلك يشكل انحيازا غير مقبول وموقفا سياسيا لا يساعد «اليونيفيل» على القيام بدورها. واعلن فضل الله رفض الحزب لهذا الانحياز ومطالبته «اليونيفيل» بتوضيح هذا الأمر. وقال النائب عن حزب الله اعتقد ان لبنان فوجئ بهذا الموقف ايضا لانه صدر بشكل فوري وبعد ان تم اكتشاف هذه الأجهزة والعبوات وقبل انتظار اي تحقيق لبناني دولي، مع العلم ان هناك تحقيقا تجريه لجنة لبنانية دولية تقوم بتفحص هذه الاجهزة. وتساءل فضل الله على اي اساس ادعى الناطق باسم اليونيفيل ان العبوات والأجهزة مزروعة منذ 2006 وكيف تم اكتشاف هذا الامر قبل اي تحقيق؟ تفاصيل الحادثة وكان مسؤول عسكري لبناني ذكر أمس أن التحقيقات اظهرت ان هذه الاجهزة فجرت بواسطة جهاز تحكم عن بعد من داخل اسرائيل بعد اكتشاف وجودها من جانب قوات الأمن اللبنانية. وفي تفاصيل الحادثة وقع انفجار أول في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد في منطقة خلة العنق الواقعة في وادي الجمل، الذي لا تفصله عن موقع العتاد العسكري الاسرائيلي سوى مسافة ألفي متر. وبعد استفسار الأجهزة الأمنية اللبنانية وقوات «اليونيفيل» التي ضربت طوقا مشددا حول المنطقة تبين ان الانفجار ناجم عن جهاز تجسس اسرائيلي وان القوات الاسرائيلية فجرته عن بعد. وكشفت صحيفة «السفير» اللبنانية تفاصيل الحادثة حيث اشارت الى ان مجموعة من المقاومة اكتشفت جهازي رصد وارسال مزروعين في وادي العنق فقامت بابلاغ الجيش بالأمر ليتولى مسح المكان، لكن جيش الاحتلال الاسرائيلي سارع الى تفجير احدهما عن بعد (الجهازان مزودان بعبوات ناسفة) بعدما عرف ان امرهما قد افتضح، كونهما مصممين بطريقة تتيح للعدو ان يلتقط فورا اي جسم غريب يقترب منهما او على اي تهديد يتعرضان له. ولاحقا نصح الاسرائيليون الجيش اللبناني - عبر «اليونيفيل» بعدم الاقتراب من الجهاز الثاني لانهم بصدد تفجيره وقبل ان يتحرك الجيش و «اليونيفيل» صباحا في اتجاه المكان قامت اسرائيل بتفجير الجهاز بالطريقة ذاتها.