سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مذكرات سياسي في «الشروق»: الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأوّل مرّة (312): بن صالح يجيب القرّاء عن تساؤلاتهم: هكذا وضع بورقيبة يده على اتحاد الشغل
حوار وإعداد فاطمة بن عبد اللّه الكرّاي في آخر حلقة، رأينا كيف كشف «سي أحمد» النقاب عن ظروف وملابسات تكوين الاتحاد التونسي للشغل، وكيف كان القرار من بورقيبة، الذي نزل بنفسه الى «نهج اليونان» بالعاصمة ليسلّم مفاتيح الاتحاد الجديد الى الحبيب عاشور... ولئن تحدّث صاحب المذكّرات عن هذه الحادثة سابقا وفي إبّانه، وكيف أقيل من الكتابة العامة للاتحاد وهو في مهمة رسمية بالمغرب الاقصى، فإن تساولات أحد القرّاء عن «الاتحاد التونسي للشغل» جعلت «سي أحمد» بن صالح يتحدّث بأكثر وضوح عن تلك القضية. وفي سؤال آخر من نفس القارئ، حول سرّ ردّ فعل بن صالح تجاه مسألة اقالته وهو المنتخب على رأس الاتحاد، وكيف أنه لم يتّخذ موقفا قويّا، شدّد صاحب المذكّرات، على أن هذا السؤال... طُرح عليّ من قبل...وهناك من استغرب متسائلا: لماذا لم تفعل شيئا؟ فقلت وأقول الآن ثانية: «لا أفعل شيئا... فالاقالة جاءت من المكتب التنفيذي المجتمع في غيابي... لا يهم كيف جاء القرار ومن وراءه... المهم من هي الجهة التي أصدرته... وهنا يتبيّن انها جهة «شرعية»، المكتب التنفيذي... وقد عرفت فيما بعد، أنهم (الجهات التي تقف وراء اقالة بن صالح من الكتابة العامة للاتحاد) حضّروا لي محكمة شعبية... وقد ذكرت سابقا، وفي إبّانه لما تناولنا فترة 1956 وخروجي من الاتحاد أنني وحال وصولي الى تونس قادما من المغرب عبر روما، اتجهت مباشرة الى دار الاتحاد بنهج محمد علي بالعاصمة، وكتبت استقالتي من كل عمل نقابي بعد ذاك اليوم... وبعدها حضرت اجتماع المجلس الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل، ويشمل الحضور اعضاء من الاتحاد العام التونسي للشغل، ومن الحكومة كذلك وكان الملفت في الامر أن أغلبهم كانوا يرتدون نظّارات سوداء...من شدّة الشجاعة!».. يضحك «سي أحمد» ثم يواصل: «التفتّ الى التليلي (عضو المكتب التنفيذي) وقلت له: أنت استاذي في العمل النقابي...وكان عاشور الى حد ذاك الاجتماع مازال في الاتحاد التونسي للشغل... وكنت، كما ذكرت ذلك سابقا، قد عبّرت على نفس الموقف للتليلي الذي كان في الاقامة الجبرية بمنوبة، عندما طلبوا رجوعي من السيزل بعد استشهاد حشّاد وطلبوا مني (ومنهم عاشور والتليلي) بأن أرجع الى تونس، وأكون انا المرشح للكاتبة العامة في المؤتمر الذي جد استحقاقه وقتها، فقلت له ولعاشور، أن واحدا منكما هو الأولى بأن يكون على رأس الاتحاد العام التونسي للشغل، بل إنني اقترحت على عاشور وهو في الاقامة الجبرية أيضا، بأن يترشح للكتابة العامة، وننتخبه على رأس الاتحاد، وتكون مهمتنا النضالية الاولى، صلب الاتحاد، المطالبة باطلاق سراح الكاتب العام... لكنه رفض كما رفض التليلي أن يكون أحدهما هو المرشح... اذ قلت لهما، كل على حده: أنت استاذي وأكبر مني في العمل النقابي... المهم، جلست في الجلسة المذكورة (المجلس الوطني للاتحاد) وكانت آخر مشاركة لي في فعاليات رسمية وهياكل الاتحاد...». ولكن ما كان موقف التليلي من الاتحاد الموازي الجديد، الذي كان على رأسه عاشور؟ عن هذا التساؤل يقول «سي أحمد»: «لم يكن هناك موقف، لقد كنت عقبة... وتم ازالتها... إذ منذ ذلك الوقت (اقالة بن صالح) أصبحوا (في الاتحاد) «تحت رحمة» بورقيبة...فخروجي أو «طردي» من الاتحاد وحّد «النقابيين» وأصبحوا كما قلت «تحت رحمة» بورقيبة... فلم يعد هناك داع لخلق اتحاد اخر... بما أنهم رجعوا وتوحّدوا... وكان أول قرار يتّخذ بعد انتهاء المؤتمر بعد التوحيد، هو أن غيّروا القانون الاساسي بحيث أصبح المؤتمر هو الذي ينتخب الكاتب العام، بعد أن كانت نفس الخطّة ينتخب لها صاحبها، عبر المكتب التنفيذي»... وهو الاجراء الذي عاود الرجوع اليه الاتحاد، عندما جاء دور عاشور على رأس الكتابة العامة للاتحاد... فالى حلقة أخرى ان شاء الله. تنويه وإعتذار نتقدّم للسادة والسيّدات القرّاء بالاعتذار، عن غياب هذه الحلقات لمدّة أيام معدودة، نظرا لتواجدي في مهمة بالخارج... أرجو المعذرة... ونحن نبدأ من اليوم نشر تفاعلات بعض القرّاء ممن سألوا وكتبوا مداخلات حول هذا الركن وهذه الحلقات. مع الشكر...