حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي في رسالة للأستاذ عمار بن الطاهر الزغلامي التي توجّه بها الى «سي أحمد» بن صالح، طرح خمسة أسئلة نوردها سؤالا فجوابا... فقد وضعت الأسئلة كما كل القرّاء، أمام «سي أحمد» بن صالح وتولّى الاجابة عنها... فكان نص الحوار (بالنيابة عن الاستاذ الزغلامي) كما يلي: السؤال الأول، وهمّ الذين وصفهم «سي الزغلامي» بالمتآمرين على بن صالح وهو يقول: «حديث الاستاذ أحمد بن صالح عن الاشخاص المتآمرين عليه وعلى البلد كان فيه الكثير من النعومة»... يجيب «سي أحمد» بعد أن استرعى انتباهه نص السؤال وطريقة طرحه، ليقول: «فيهم (المتآمرون) من تاب... وفيهم من سكت... وفيهم من بدأ مساره معي ثم فشل... وأنا موجود (...) على كل حال من الافضل أن لا أتحدث عنهم... ثم إنني لا أدري كيف سكتوا... أو كيف فعلوا ما فعلوا... قلتها سابقا عبر هذه الاعمدة، إنني غير مسكون بأي نوع من الحقد... تجاه أي كان... بدا «سي أحمد» وهو يجيب عن هذا السؤال، وكأنه ينتقي كلماته... وفهمت أن عنده ما يقول، ولكنه أحجم... ربما لأنه صاحب حجة... لا أدري... السؤال الثاني يقول نصّه: «حديث الاستاذ أحمد بن صالح، أيضا، عن شخصين أساسيين في الاتحاد العام التونسي للشغل، وهما أحمد التليلي والحبيب عاشور، كان عابرا وغير مقنع؟ يقول «سي أحمد» بن صالح: «الحديث عن الحبيب عاشور وأحمد التليلي كان عابرا... وما ظهر فيما بعد من الحقائق والمواقف تُبيّن أن أحمد بن صالح أبعد من أن يمسّ بالتليلي أو بعاشور... أول إنسان تكلّم عن أهمية تقديم الحبيب عاشور للكتابة العامة للاتحاد العام التونسي للشغل بعد حشاد هو أحمد بن صالح... أما بالنسبة لأحمد التليلي فإني ظللت أعيد جملة قلتها لأحد أبنائه: بالنسبة لي أحمد التليلي لغز... وبالنسبة لعاشور والتليلي، قلت وأعيد إنه، وعندما طُلب مني بأن أترشح الى الكتابة العامة للاتحاد، ذهبت الى عاشور والتليلي وطلبت من كل منهما بأن يكون هو المترشح والمنتخب لهذه الخطة.. قبل وفاته، رحمه الله، دعاني الحبيب عاشور على غداء في جنيف، وكان ذلك آخر الثمانينات.. والتقينا لمدة ساعتين أو يزيد، وكان عاشور، مافتئ خلال الساعتين وهو يعيد جملة: «إنس يا سي أحمد.. كلّه بلّوط». أي أنه دعا «سي أحمد» بن صالح الى نسيان أمر ما.. مشدّدا أنه لا أساس له من الصحّة.. وأضاف عاشور خلال نفس اللقاء، بجنيف: «يا سي أحمد، كلّه «بلّوط».. البابور» (الباخرة) الذي احترق والشعب المهنية.. كلّه بلّوط». أما السؤال الثالث الذي قدمه «سي عمّار» الزغلامي لصاحب المذكرات: «بعد مؤتمر بنزرت للحزب، وقع الهجوم على المنظمة الشغيلة من قبل الشعب المهنية، من كان يقف وراء ذلك؟ عن هذا السوال يقول «سي أحمد» بن صالح: «وراءها الحزب.. كان على الذين يريدون أن يعرفوا الحقائق، أن يتساءلوا بطريقة أخرى.. كانوا حاضرين في مؤتمر 1955 للحزب بصفاقس.. وقد حاولنا كمجموعة من النقابيين والوطنيين، لرأب الصدع بين بورقيبة وبن يوسف.. وذكرت كيف كنت أحاول الى آخر لحظة من صفاقس، مقرّ المؤتمر (مؤتمر الحزب) مع صالح بن يوسف ليأتي ويشارك.. وذكرت كيف وافق المؤتمر (مؤتمر الحزب) على البرنامج الاقتصادي والاجتماعي، وقد قدمناه للحزب قبل الاتحاد لأن مؤتمر الحزب سبق مؤتمر الاتحاد.. وعندما قدّمنا البرنامج الى مؤتمر الاتحاد في 1956 وأجمع المؤتمر على البرنامج وأقرّ في اللائحة المحرّرة بيد أحمد التليلي على أساس أن ينضمّ الاتحاد العام التونسي للشغل الى الحزب كمنظمة كالمثال الانقليزي والسويدي ربما.. وكانت بهجة كبيرة، وأعطيت نتائج المؤتمر في ندوة صحفية وكان على يميني أحمد التليلي وعلى يساري عبد الله فرحات، وكانا عضوين في الديوان السياسي.. ولكن ما حدث أن بورقيبة ثار، وقال قولته الشهيرة: «.. c'est une tentative d'enveloppement du parti» هذه سياسة التفاف على الحزب.. وواصل «سي أحمد» حديثه: بعد 1956 جاء «مشروع» الشعب المهنية حتى يحطّموا الاتحاد.. وعلى ذاك الأساس تكوّن على يد الحبيب عاشور الاتحاد التونسي للشغل UTT.. فإلى حلقة أخرى إن شاء الله، ومن ضمن ما تحتويه جواب السؤال الرابع ل«سي الزغلامي»، الى بن صالح..