لم تعرف كرة القدم الفرنسية زلزالا عنيفا هز أركانها هزا مثل هذا الزلزال الذي ضربها بعد خروج منتخبها المذل من مونديال جنوب افريقيا لتغطي هذه النكسة على كل النكسات السابقة للكرة الفرنسية وما أكثرها. لئن تم تحميل النصيب الأوفر من المسؤولية للمدرب ريمون دومينيك نظرا الى تذبذب اختياراته البشرية والفنية فإن السبب الرئيسي فيما حدث لمنتخب «الديكة» في جنوب افريقيا هو التغييرات الاجتماعية والسياسية التي عرفتها فرنسا في السنوات الأخيرة. منطق لوبان يتحكم في «الديكة» منذ فوز فرنسا بكأس العالم سنة 98 خفت ضجيج جون ماري لوبان وأبواقه العنصرية لأن الانجاز تحقق بفضل لاعبين ذوي أصول غير فرنسية أبرزهم زين الدين زيدان ولئن سكت لوبان وزمرته فإن نار حقدهم بقيت مشتعلة تحت الرماد لتضطرم من جديد اثر احداث ضواحي باريس وانتفاضة المهاجرين على أوضاعهم المزرية وما رافق ذلك من تصريحات مهينة بحقهم من ساركوزي نفسه حين كان وزيرا للداخلية آنذاك لتمتد بعد ذلك نار العنصرية إلى المنتخب وأثرت في اختيارات ريمون دومينيك فأبعد الثلاثي العربي بن زيمة وبن عرفة ونصري رغم أن اضافاتهم مضمونة وتوترت الأجواء بين اللاعبين أنفسهم وبين اللاعبين والمدرب. الزلزال الفرنسي كان كبيرا وتوابعه أكبر خاصة ان كل اللاعبين أجمعوا على أن لديهم الكثير ليقولونه حول ما حدث ولعل ما قاله نجم فرنسا الكبير زين الدين زيدان حول ما حدث لمنتخب «الديكة» يصور ببلاغة حجم الكارثة حين قال: «بعد نهاية المونديال سيتذكر العالم أمرين: المنتخب الذي فاز بالكأس وما حدث للمنتخب الفرنسي». «الآزوري» تحت سطوة الشيوخ حين فشلت إيطاليا في «أورو 2008» تم تحميل المسؤولية للمدرب دونادوني الذي غيّر تركيبة المنتخب وبدأ في تشبيبه وتمت إقالته ليعود مارتشيلو ليبي من جديد ويعاود التعويل على اللاعبين الذين فازوا بكأس العالم رغم أن عامل السن يلعب ضدهم وحين اختار ليبي القائمة المشاركة في المونديال الافريقي تعالت الاحتجاجات خاصة حين تجاهل كاسانو وبالوتيلي لكن المدرب أغلق أذنيه أمام كل ذلك وأصر إصرارا عجيبا على التعويل على «الشيوخ» فحصد كارثة مدوية. «Tutto Nero» احدى الصحف الإيطالية عنونت حصاد إيطاليا في مونديال 2010 ب«كله أسود» لأن ما حدث لبطل مونديال 2006 كارثي ويؤكد أن أزمة الكرة الإيطالية عميقة وأن عملا كبيرا ينتظر المدرب الجديد سيزاري زانديلي لتجديد دماء ال«اسكوادرا آزوري».