أكد السناتور الأمريكي جورج ميتشل، المبعوث الامريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط أن العدوان الاسرائيلي على قافلة الحرية لكسر الحصار عن غزّة يجب أن يرسّخ القناعة لدى الجميع بمدى الحاجة الى التقدم في المفاوضات غير المباشرة ومدى الحاجة الى السلام معربا عن أسفه لسقوط ضحايا في العملية لكنه امتنع عن استنكارها وإدانة اسرائيل في هذا الاتجاه. وقال ميتشل الذي لبس الكوفية الفلسطينية لدى تجوّله في أروقة أحد المعارض المقامة على هامش مؤتمر فلسطين الثاني للاستثمار في بيت لحم إن الحادثة يجب ألاّ تعرقل المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، بل إنه يجب إحراز تقدم في المفاوضات في أسرع وقت لتجنّب مثل هذه الازمات ثانية حسب تعبيره. ميتشل... الواثق وأضاف ميتشل بنبرة واثقة أنه «لا توجد مشكلة لا يمكن حلّها فكل المشاكل ستجد طريقها الى الحل، وعلى الجميع أن يكون لديهم النية للسلام» مشددا على أنه «لا يوجد طريق آخر للسلام والاستقرار إلا إقامة الدولتين للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي الى جانب بعضهما البعض» حسب تعبيره. وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أكد أن الهجوم الاسرائيلي على أسطول الحرية هيمن على محادثات ميتشل وعباس مساء أمس الاول. وقال عريقات إنه أثناء الاجتماع الذي استمر ساعتين مع المبعوث الامريكي للسلام طالب عباس بإنهاء الحصار الاسرائيلي لغزة. ومن المقرر أن يجتمع عباس مع الرئيس الامريكي باراك أوباما في واشنطن في التاسع من جوان الجاري. مطالب فلسطينية في الاثناء قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن عباس طالب الادارة الامريكية عبر مبعوثها الى المنطقة جورج ميتشل بالسعي الى استصدار قرار دولي من أجل رفع الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ ثلاثة أعوام. وأضاف عبد ربه: «نحن لا نريد استنكارا وشجبا وإدانة، بل خطوات عملية بإنهاء الحصار وليس على قطاع غزة فقط بل القدس وكل مناطق السلطة الفلسطينية وهو أمر نستمر بالمطالبة به». وأشار عبد ربه الى أن عباس شدد على رفض إبقاء العملية السياسية رهينة لدى اسرائيل عبر استمرار الاستيطان والمجازر بهدف قتل العملية السياسية. وقال: «هم (الاسرائيليون) لا يريدون عملية السلام حتى لا يضغط العالم بإنهاء الاحتلال من خلال عملية سلام تقود الى دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس، هم لا يريدون ذلك وبالتالي يقومون بكل ألوان الانتهاكات». ومن هذا المنطلق اعتبر عبد ربه أنه «لابد من تدخل دولي وقرار أمريكي يطرح بشكل واضح موضوع إنهاء الاحتلال وتصبح هي القضية المركزية وفق آلية محددة ووفق جدول زمني حتى لا ندخل في متاهات لا نهاية لها ويكون في مقدور اسرائيل تعطيل العملية والتحكم في مصيرها في كل لحظة».