كنت ومازلت أميل الى اللوم على برنامج «في دائرة الضوء» على قناة حنبعل لحرصها على تسليط الضوء على النصف الأسفل للانسان التونسي كطرحها لجملة من الأسئلة المتواترة التي تصب في نفس المصب الجنسي ولعل من أشهرها ذاك السؤال الذي يقول : «هل ان الشاذ جنسيا «راجل والا موش راجل»؟ ويبحث عن الرجولة في قوم لوط او عن المروءة والعزة والكرامة لدى الأمهات العازبات. كنت ألوم على هذه الوجهة للضوء من باب أخلاقي ومن منظور أن الأمر يدخل تحت دائرة الستر، ومن مكارم الأخلاق الا يكون علاجه تحت الأضواء الكاشفة حتى لا يصبح فضيحة وباعتبار ان الفضائح ما كانت يوما علاجا ودواء لأي داء مجتمعي ولأية علة انسانية. كنت أميل الى اللوم وكنت مقتنعا بأن يرتقي البرنامج يوما الى النصف الأعلى للانسان التونسي حيث القلب والعين والعقل الى أن جاءت الحصة الأخيرة بمناسبة ذكرى الشهداء حيث طرحت على بعض المنبتين في الشارع السؤال التالي من هو مصباح الجربوع؟ ومن هو الدغباجي فكان الجواب : هذا يقول «كوارجي قديم » والآخر يقول فنان شعبي. والبقية لا تعرف لا هذا ولا ذاك وهكذا بانت «في دائرة الضوء» عورة التونسي في مخه عفا الله شعبنا الواعي المثقف من ذلك وسامح المغرمين بالبحث في الشارع التونسي عن الشذوذ الفكري والجنسي وجعله جبة التونسيين جميعا. وان ثقافة الشعب تحوم «في دائرة الضوء» حول دائرة «بورقعة» و «بوساحة» .. نعم بيننا من يحمل هذه الثقافة وقبل ان نلومهم الا نسلط الضوء حتى ننصفهم على من هم ناشرو ثقافة القبائل الرحل عبر مدارج الملاعب الكروية حتى لا يبقى بيننا من يبني من الحبة قبة ل «قصر الرداءة».