في الذكرى السابعة لاحتلال العراق، يحلو للأطراف القادمة على ظهر الدبابة الأمريكية دبابة الاحتلال، ان يحوّلوا العراق المحتل، ومرة أخرى الى مسرح دام من التفجيرات والقتل بالعشرات في صفوف ابناء الشعب العراقي.. أيام دامية، من تفجيرات ودماء مدنيين أبرياء كلها وسائل خلاف وتلاسن، بين حلفاء الأمس من الممتطين لصهوة الدبابات الأمريكية والبريطانية في مثل هذه الايام من سنة 2003. الخلفية المعلنة، الآن، هي اختلاف حول نتائج «الانتخابات». «انتخابات» تناظرت فيها أطراف تأتمر بأمر قوى الاحتلال والهيمنة على العراق وراح ضحيتها آلاف الأبرياء من كامل تراب العراق. إن سلسلة التفجيرات الدامية التي تهزّ العراق هذه الايام تكشف مرة أخرى، ان عملاء الاحتلال، الذين أرادوا ان يجعلوا من العراق «كعكة» تتقاسمها القوى الاقليمية والقوى الدولية، تحت يافطة مزيّفة اسمها الانتخابات، هم الذين يحرّكون مشهد العنف والتفجيرات، وهم من يبثّ الرعب والموت في صفوف أبناء العراق منذ سبع سنوات. لأن المقاومة العراقية لا يمكن ان يدّعي احد أنها تتعامل مع الذات العراقية ومع الانسان العراقي، من زاوية القتل والعنف، فكل عنفها (المقاومة) موجّه الى الاحتلال وأركانه. ولقد تراشق «المتخاصمون» على كراسي «البرلمان» الجديد في العراق، زمن الاحتلال، بالتهم والتهم المضادة بخصوص اشعال نار العنف... ولقد سجلنا جميعا كيف كان «السجال» «الديمقراطي» جدا، بين هذه الأطراف التي جعلت الاحتلال يستبيح العراق فسهّلت له مهمته القذرة والآن تنفّذ اجندة هذا الطرف وذاك، وكل همها كأطراف عميلة، ان ترضي صاحب المصلحة في عراق اليوم... عراق مسروقة ثرواته.. فاقد للأمن شعبه... مازال العراق، وبعد سبع سنوات من الاحتلال والهيمنة، يدفع ثمن نهضة علمية واستقلال وطني لم يرق لا للشركات الاحتكارية ولا للعملاء المرتبطين بمصالح أجنبية... يدفع العراقيون الثمن باهظا، لأن ثمن الاستقلال والسيادة الوطنية أكثر كلفة من ثمن التفريط فيهما، لذلك يحلو لمؤججي نار الطائفية في العراق ان يتراشقوا بأرواح العراقيين عبر التفجيرات والقتل والدمار... فهكذا يكون «سجال الموت» في عُرْف العملاء..