سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مذكرات سياسي في «الشروق»: الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأول مرة (205): بعد اللجنة المركزية وفي خطاب بسوسة: هكذا لبست عباءة المدرّس في سوسة سنة 1972
حوار وإعداد: فاطمة بن عبد الله الكراي الحقيقة، يروي صاحب المذكرات، قصة الخطاب الذي ألقاه في سوسة، بطلب من كاتب عام لجنة التنسيق بسوسة، والذي قال فيه، وكان ذلك سنة 1968، إنه تكلّم كأستاذ يفتتح السنة الدراسية 19721973 اي عندما يكون المخطط الرباعي الثاني قد انتهى ويعود الوزير وصاحب المشروع، الى حمل المحفظة ويتجه الى المدرسة... يواصل صاحب المذكّرات: بأنه تكهّن بما يمكن ان يحصل... قائلا بعد ان سألته في الغرض: «يعني أنا جعلت المخطط الرباعي الثاني يمرّ، ووضعت نفسي وكأنني في سنة 1972، مفتتح السنة الدراسية..». قلت له: وهل أخذت الحاضرين معك، وكيف بلّغت لهم هذه الفكرة، وقد كان الظرف غير الذي سبرت أغواره قبل أربع سنوات؟ عن هذا السؤال يقول صاحب المذكرات: «نعم، عندما وضعت نفسي وكأنني سنة 1972، وليس سنة 1968، توقيت المحاضرة الفعلي، تحدّثت على أساس أنني رجعت الى التعليم كعادتي وبقيت أنظر الى تونس كيف تغيّرت، وكيف تبدّلت منذ درّست في سوسة آخر الاربعينات، وكيف أصبحت اليوم (الموعد الافتراضي 1972) وأنا أدرّس من جديد في سوسة... أردت من خلال هذه القصة ان أبيّن انه وبعد ان أكمل المخطط الرباعي الثاني ويكون ذلك سنة 1972، فإنني راجع الى التعليم.. يعني هذه رسالة يا ناس، انني أعود الى التعليم بالرغم من ان هناك من قال ان بن صالح هو بن يوسف ثان.. وبقليل من المزح، فإن الكاتب العام للجنة التنسيق بسوسة الذي دعاني الى إلقاء هذه المحاضرة عبد المجيد رزق الله، وحسب قصة الخطاب، يكون أصبح سنة 1972 مديرا للرشيدية.. وفي هذا الكلام طبعا، موقف دفاعي ان: «فكّ علينا من الهرج» هرج السياسة طبعا.. ومن العلامات الغريبة التي التصقت بهذه المحاضرة (التي تحدّث فيها افتراضيا عن زمن يأتي بعد اربع سنوات من تاريخ القائها) أن الرئيس بورقيبة، اتصل بي بعد يومين او ثلاثة عبر الهاتف، ليقول لي بالحرف: «ياسي أحمد، ما تحطّش في خاطرك، (لا تقلق) ... أنا الذي أمر بأن لا تبثّ محاضرتك تلك، وأن لا يصدر عنها شيء في الصحافة» فقلت لبورقيبة: هل يمكن أن أسأل سؤالا مفاده: إن شاء الله لم يقع شيء مخالف.. أو صدر من المحاضرة أمر ما فيه مخالفة. فقال بورقيبة بلغة فرنسية هذه المرة: .... non, non, non وأضاف بالدارجة: «موش وقته يا سي أحمد... موش وقته..» وأضاف سي أحمد معلّقا: «والفاهم يفهم».. قلت له وماذا يمكن لغير الفاهم ان يفهم «سي أحمد»؟ ضحك وقال: يعني ربما كسّرت أو أنك (يا بن صالح) ستكسّر لنا التهمة الجديدة..». سألت «سي أحمد» وقد فهمت أن أسئلة الحيرة، بدأت تنتابه، عبر تدرّج الأحداث: وهل لاحظت أو استغربت كيف لم تصدر الصحافة شيئا عن المحاضرة، قبل ان يهاتفك بورقيبة؟ قال: لم تكن العادة من قبل، ان لا يصدر شيء لوزير الاقتصاد والمالية، عندما يلقي خطابا.. ولكن... انتهى الاستغراب عندما خاطبني بورقيبة عبر الهاتف.. وقال لي ما قال... وهنا أضاف مجددا فكرته: «إن قرار بورقيبة القاضي بإنهاء تعميم التعاضد في ظرف سبعة أشهر من تاريخ اللجنة المركزية، التي قال فيها انه لا يوافقني الرأي في مسألة التدرّج في تركيز التعاضد، جاءت غير متوافقة مع المخطط الذي خلا نصّه من اي نوع من أنواع التعميم..». فإلى حلقة أخرى، مع بن صالح وزيرا للتربية إضافة الى وزارة الاقتصاد والمالية...