أكدت مصادر سياسية مطّلعة أمس وجود مخاوف إسرائيلية حقيقية من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة نتيجة لرفض تل أبيب الانصياع للقرارات الدولية والمطالب الأممية القاضية بتجميد الاستيطان الصهيوني وتفكيكه. ونقلت مصادر إعلامية متطابقة عن جهات سياسية رسمية وغير حكومية تعبيرها عن خشية حقيقية داخل الدوائر الأمنية الاسرائيلية من إمكانية اندلاع انتفاضة شعبية ثالثة بسبب عدم اصدار حكومة بنيامين نتنياهو قرارا واضحا في تجميد الاستيطان بشكل رسمي وكامل. انتفاضة في الأفق نقلت المصادر الاعلامية عن مسؤول أمني في تل أبيب قوله: هناك أكثر من إشارة تدل على ان منافسي الرئيس الفلسطيني محمود عباس سواء داخل حركة «فتح» أم خارجها يحاولون استغلال قرار الحكومة عدم تجميد الاستيطان بشكل كامل. وأضاف: ان المساعي الفلسطينية الراهنة تحاول إحراج السلطة وجرها إلى القبول بانتفاضة ثالثة. وذكر المسؤول الصهيوني: «ان هناك «قلقا» داخل حركة «فتح» من استعادة «حماس» قوتها الشعبية في أعقاب تنفيذ صفقة تبادل الأسرى، الأمر الذي يدفع ب«فتح» إلى الدعوة إلى هبة شعبية ضدّ الاستيطان قصد استقطاب التأييد الفلسطيني حولها» على حدّ تعبيره. وزعم ان «فتح» ستصعّد من عملياتها المسلحة ضدّ إسرائيل والتي ستتجاوز ما يقوم به الفلسطينيون من مظاهرات واعتصامات أسبوعية قرب قرية «بلعين». وأردف ذات المتحدث أن ارهاصات «الهبة الشعبية» أصبحت جلية للمتابعين السياسيين، والتي من بينها الكشف عن عبوة ناسفة ضخمة قرب الحدود الفلسطينية التاريخية المصرية، على حدّ ادّعائه. استمرار في الاستيطان في هذه الأثناء، أعلنت تل أبيب أمس عن بناء 28 مدرسة داخل المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربيةالمحتلة. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» عن وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك تأكيده أن الانتهاء من بناء المدارس سيكون قبل اختتام السنة الدراسية 2010 2011. واعتبر باراك ان اسرائيل ستكون «منفتحة» و«مستجيبة» دائمة لمن سمّاهم المستوطنين ولتطلعاتهم وعليها أن لا ترتبك، فالدولة تعني دائما ما تقول، وفق زعمه. وأشار باراك إلى أن تل أبيب ملتزمة بقرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لعشرة أشهر، وتعدّه «اختبارا حقيقيا لديمقراطيتها» ولكنها ستلبي كافة مطالب مواطنيها حسب ادعائه.