أنقرة القدسالمحتلة (وكالات): أكدت أنقرة أمس استحالة إعادة علاقاتها الديبلوماسية مع تل أبيب إلى وضعها الطبيعي في ظلّ تواصل المأساة الإنسانية في قطاع غزّة ووسط تعطيل إسرائيل لكافة جهود السلام في الشرق الأوسط مشدّدة على أنها لا يمكنها التزام الصمت في ما يتعلق بالعدوان الصهيوني على القطاع. وأعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ان وضع حدّ للمأساة الإنسانية في قطاع غزة وإحياء جهود السلام في الشرق الأوسط أمران أساسيان لتبديد التوتر الذي يشوب العلاقات التركية الإسرائيلية. الصمت ممنوع وأضاف الوزير التركي أن الهجوم على قطاع غزة كان ضربة قوية وقاصمة لجهود السلام في الشرق الأوسط، معتبرا أنه لا يمكن لأنقرة أن تلتزم الصمت حيال العدوان الإسرائيلي على القطاع. وأكد قائد الديبلوماسية التركية أن المناخ السياسي الحساس لا يمكّن بلاده من الظهور في أية صورة عسكرية مشتركة مع الطيران الاسرائيلي. واشترط المتحدث عودة المسار السلمي إلى ما كان عليه قبل العدوان ووضع حدّ للمأساة الإنسانية في غزة لإعادة ترميم الثقة مع الجانب الاسرائيلي. وأوضح ان تركيا لا تريد أن تقتل الأطفال وترغب في المقابل في عودة السلام إلى غزّة، مبيّنا أن هذا الموقف المتأسس على مبادئ إنسانية لا يعني أن بلاده تعادي إسرائيل. ولدى تعليقه على موجة التنافر الديبلوماسي التي أثارها مسلسل «الوداع» الذي يحاكي مشاهد المجازر الحاصلة في القطاع قال أوغلو ان القناة التي تبث السلسلة التلفزيونية هي مؤسسة مستقلة ولم تستشر السلطات قبل بثّه. بؤرة التوتر في المقابل، اتهمت مصادر سياسية رسمية في تل أبيب رجب طيب أردوغان بتأجيج التوتر القائم بين تركيا وإسرائيل. ونقلت الإذاعة الاسرائيلية عن الجهات الرسمية التي وصفها رئيس الوزراء التركي ببؤرة التوتر بين العاصمتين بدورها، كشفت صحيفة «يديعوت أحرنوت» في عددها الصادر أمس عن قرار عشرات اللجان العمالية الكبرى في إسرائيل وفق الرحلات المنظمة للمنتجعات السياحية التركية التي يؤمها آلاف الصهاينة سنويا. وزعمت اللجان أن الاجراء راجع إلى تجاوز أنقرة لما وصفته بحدود التعامل اللائق مع الحكومة الاسرائيلية. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية أن هناك رسائل متبادلة خلال الأيام الأخيرة بين وزارتي خارجية البلدين بهدف تهدئة الأجواء المختنقة وإعادة العلاقات الثنائية إلى مسارها الصحيح على حدّ توصيفها للعلاقات الديبلوماسية.