تونس_رئاسية 2024/ إضافة 8 مراكز انتخاب جديدة بأريانة ليصبح العدد الجملي 113 مركزا    وزيرة الصناعة: الطاقات البديلة أولوية    تطوير التعاون الفلاحي مع العراق    سفير تونس في لبنان : الجالية التونسية بخير    مرابيحها من تجارة المخدرات والسلاح والتهريب...صفقات مشبوهة تكشف شبكات غسيل الأموال    أصبح يهدّد حياة المارة .. من ينقذ سور القيروان من الإنهيار ؟!    مشاركة حوالي ثلاثين رجل أعمال في المنتدى الاقتصادي التونسي الصيني المنعقد يومي 23 و24 سبتمبر 2024    إجماع على تعديل فصول من النظام الداخلي للمجلس الوطني للجهات و الاقاليم    فتح باب التّرشح للدّورة الثّانية من المهرجان الوطني للمسرح التونسي    تصفيات كاس امم افريقي: طاقم تحكيم نيجيري للقاء تونس و جزر القمر    من الضروري تطوير مراكز تجميع الحبوب ومراجعة صيغ استغلالها وتوزيعها الجغرافي ورقمنة حلقة التجميع    الشاعر والروائي عبد الجبار العش في ذمة الله    المهدية.. الاطاحة بمروج مخدرات مصنف خطير    'لا تعقدوا اجتماعا!': رئيس الوزراء القطري الأسبق يوجه رسالة إلى جامعة الدول العربية    تحديد الاسعار القصوى لبيع البطاطا    القصرين : المنسقون الجهويون والمحليون للحملة الإنتخابية الرئاسية لقيس سعيد وأنصاره يواصلون تعليق المعلقات والتواصل مع المواطنين    ماذا في لقاء وزير الخارجية بنظيره الليبي؟    إسبانيا.. القبض على 5 متهمين بالاحتيال على النساء بشخصية "براد بيت "    حالة الطقس هذه الليلة    عاجل/ مصابون في حادث اصطدام "لواج" بسيارة جزائرية    كأسا رابطة الأبطال والكونفدرالية الافريقية : تأجيل انطلاق مباريات مرحلة المجموعات الى نوفمبر المقبل    السبت المقبل.. أعوان كل المساحات التجارية في إضراب    أردوغان: الأمم المتحدة باتت قاصرة عن الاضطلاع بمهمتها وتتحول مع الوقت إلى كيان عقيم    الاستثمارات في قطاع السيارات بتونس: نحو خلق 3000 فرصة عمل بحلول عام 2028    مطار رفيق الحريري الدولي يعلن إلغاء أكثر من 43 رحلة جوية من وإلى بيروت    حادثة قتل حلّاق بزغوان: الأمن يحتفظ بصديقه    فتح باب الترشح للمشاركة في الدورة السادسة لأيام قرطاج لفنون العرائس    كسوف حلقي للشمس الاربعاء المقبل    كسوف حلقي للشمس يوم 2 أكتوبر 2024 : هل سيشاهده التونسيون ؟    فيروس كورونا قد يستمر لدى الأطفال لمدة تصل إلى 3 سنوات...ما القصة .؟    سوسة : إيقاف شخصين بتهمة سرقة أسلاك نحاسية والإضرار العمد بممتلكات الغير    شان 2024: الاتّحاد الإفريقي يعلن عن نظام التصفيات    سحب هذا المضاد الحيوي: هيئة الصيادلة توضّح    39 مليون شخص معرضّون للموت بسبب المضادات الحيوية    رئيس الحكومة: تونس مستعدة للتعاون المثمر والبناء مع جميع شركائها في مجال التحكم في الطاقة    عاجل - تونسية تستغيث من لبنان :'' داخلة بعضها ...روحوا بينا رانا في خطر''    بشرى سارة للتونسيين بخصوص هذه المواد الاستهلاكية..    سرقة ''ألماس'' أحمد سعد في ايطاليا    ضحى العريبي :'' يا تلافز و يا اذاعات تونس معادش تكلموني ...و نظهر وقت نحب أنا ''    "أيام المسرح التونسي" بداية من اليوم بدار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة    متحور جديد من كورونا ينتشر بسرعة في 15 دولة    وزارة الصحة تجدد على ضرورة إتخاذ التدابير الوقائية لحماية الأطفال من البرونكيوليت.    سليانة: برمجة زراعة 155 ألف و 500 هكتار من الحبوب    رفض تأخير توقيت هذه المباراة: التلفزة الوطنية توضح..#خبر_عاجل    الجامعة التونسية لكرة القدم تتظلم مما حدث للاتحاد المنستيري في الجزائر    البريد التونسي: أكثر من 269 ألف تلميذ قاموا بالتسجيل المدرسي عن بعد..    إيقاف أفارقة وتونسي بتهمة الاتّجار بالأشخاص ومسك سلاح ناري    كأس السوبر الإفريقي: برنامج النقل التلفزي لمواجهة الأهلي والزمالك    عاجل/ فرنسا تدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول لبنان..    الرابطة الأولى: الكشف عن هوية حكم ديربي الساحل بين الإتحاد المنستيري والنجم الساحلي    بطولة كرة اليد: برنامج المباريات المتأخرة لحساب الجولة الثالثة ذهابا    500 قتيل بلبنان خلال يوم.. وحزب الله يقصف قواعد ومطارات إسرائيلية    المتحف الوطني بباردو: افتتاح معرض "صلامبو من فلوبار إلى قرطاج"    مجلس وزاري حول مشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2025 - منوال النمو -    استشهاد 10 لبنانيين من أسرة واحدة في غارة إسرائيلية    قصة وعبرة ...بكم تبيع أخاك...؟    الفلاسفة والحب ..«كانط» و«شوبنهاور»... والعزوبية !    قصة مثل : «أكرم من حاتم الطائي»... !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالمناسبة: من «الغيتو»... الى «الفيتو»!!
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

هل كتب على الولايات المتحدة الامريكية ورغم ما يختزنه شعبها من قيم ومن ابداعات اثرت التراث الانساني، ان تبقى بفعل انحياز وصمم إداراتها تتأرجح على الدوام بين «الغيتو «والفيتو».. لتمارس بذلك التعري السياسي الذي لا يأخذها الا من مستنقع الى مستنقع.
«الغيتو» دخلته الإدارات الامريكية طائعة منذ عقود... حيث جرّدها زواج المتعة بين مصالحها وحاجتها الى قاعدة عسكرية متقدمة في مواجهة المد الشيوعي (ايام زمان)وبين مصالح اللوبي الصهيوني في امريكا وسطوته في دنيا المال والاعلام، الى دخول «الغيتو» الذي صنعته اسرائىل لنفسها منذ البداية... اسرائىل احتاجت هذا «الغيتو» لتنسف قرارات الشرعية الدولية التي زرعتها في المنطقة واعطتها شهادة الميلاد... كما احتاجته لتبتلع كل فلسطين ولترهب العرب فرادى ومجتمعين... وهي تحتاج الى «الغيتو» لتهويد فلسطين وحشر ما بقي من الشعب الفلسطيني بالداخل وسط محميات بشرية تحيلنا رأسا الى محميات الهنود الحمر... لأجل كل ذلك نجدها تتمرد على قرارات الشرعية الدولية وتتفنن في الاستهتار بالقانون الدولي وتصر على مخاطبة الشعب الفلسطيني بلغة الغطرسة والارهاب... لتبلغ السخرية اوجها مع إدارة بوش الابن الذي لم يتردد في تتويج السفاح شارون «رجل سلام» واعتماده وكيلا في ما يسميه «حرب امريكا على الارهاب» وكأن كل ما يجري لا يدور فوق اراض محتلة باعتراف امريكا نفسها!
ومع كل مرة تحتاج فيها اسرائىل للمزيد من الابتزاز فإنها تعمد الى مزيد تغليق ابواب «الغيتو» حول نفسها... وفي كل مرة كانت الادارات الأمريكية المتعاقبة تتفاوت في درجات «انصهارها» داخل «الغيتو الصهيوني».. لكن إدارة بوش تميّزت عن كل سابقاتها حيث لم تكتف بدخول هذا «الغيتو» راضية مرضية..
بل انها شهرت في وجه العالم سلاح «الفيتو» عنوانا لالتجامها الكامل مع ظلمه وظلم الغيتو الصهيوني وعنوانا على التزامها، الكامل برؤية القضية الفلسطينية وقضايا المنطقة بعيون صهيونية فقط وان كانت هذه العيون حاقدة وظالمة ولا تعترف بالمواثيق والقرارات الدولية.
وقد كانت تداعيات عرض قضية الجدار الصهيوني العازل على محكمة العدل الدولية خير تجسيد لعبثية هذا الانصهار الأمريكي في الغيتو الصهيوني... حيث لم تتردد إدارة بوش في الاصطفاف وراء الموقف الصهيوني الرافض لحكم عادل ولا غبار عليه لأعلى هيئة قضائىة اممية (وليس فلسطينية او عربية) ممثلة في محكمة العدل الدولية التي نطقت بالحكم بناء على وثائق وأدلة وحجج ومعطيات قانونية وتاريخية وميدانية وليس من اجل عيون الفلسطينيين او نكاية بالفلسطينيين.
لقد كان طبيعيا ان تمعن حكومة شارون بعد هذا الحكم التاريخي في الانطواء والانعزال داخل «الغيتو» الذي جعلها ترفض كل شيء وتتمرد على كل شيء... لكن ما لم يكن طبيعيا هو ان تسارع إدارة بوش وهي امريكية على اية حال وليست صهيونية حتى اشعار آخر، الى دخول هذا «الغيتو الصهيوني» والاختفاء وراء تبريرات واهية لمعاضدة الموقف الاسرائىلي... ليصل بها الامر في عملية «التعري السياسي» حدّ التلويح في مجلس الامن بوقف اي قرار مرتقب قد يتخذه المجلس انسجاما مع حكم محكمة لاهاي..
شيء واحد افتقدناه ولم تأخذه معها ادارة بوش وهي تترنّح بين «الغيتو والفيتو» تمثل في صوت دولة «ميكرونيزيا» الذي غاب هذه المرة بعد ان عودتنا هذه الدويلة المجهرية على ان تكون ثالث اثنين هما امريكا واسرائىل في التصويت ضد القرارات الأممية وفي ابطال مفعول قرارات منصفة للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.