كشفت تقارير صحفية أمريكية أن المحققين الأمريكيين فشلوا في انتزاع معلومات مفيدة من الرئيس العراقي صدام حسين طوال مدة احتجازه مشيرة الى ان صدام أدلى ببعض التصريحات وصفتها بالغريبة بشأن غزو الكويت. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» في عددها الصادر أمس ان الرئيس العراقي لم يكشف سوى القليل من المعلومات القيمة أثناء وجوده في المعتقل لدى قوات الاحتلال الأمريكي. وذكرت الصحيفة نقلا عن أحاديث أجرتها مع كبار المسؤولين الامريكيين المكلفين بحراسة صدام ان الرئيس العراقي لم يقدم الكثير للمحققين عن برامج أسلحة الدمار الشامل المزعومة وعن المقاومة في العراق. وأضافت الصحيفة انه «خلال وجوده في الحجز أدلى صدام بملاحظات مهمة منها انه أبلغ المحققين أن من الأسباب الأساسية التي دفعته الى غزو الكويت قناعته بأن هناك حاجة الى شغل الجيش العراقي بقضية ما. وأعلنت وزارة الخارجية الامريكية في وقت سابق ان واشنطن تساعد في جمع أدلة يمكن ان تستخدمها المحكمة العراقية الخاصة التي تحاكم صدام و11 من كبار المسؤولين في نظامه. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية آدام ايرلي ان «هناك تنسيقا بين واشنطن ومنظمات غير حكومية للمساعدة في جمع وتبادل معلومات يتم الحصول عليها وقد تفيد المحكمة». وأضاف ايرلي ان واشنطن تفعل ذلك منذ مدة وستستمر في جمع المعلومات». وأشار المتحدث الى «بدء تحقيقات في هذا المجال لكنها مازالت بعيدة حتى الآن على ان تنجح في جمع كل المعلومات الضرورية لأن ذلك يتطلب وقتا». وزعم ايرلي ان الولاياتالمتحدة لن تتدخل في محاكمة الرئيس العراقي وأن هذه المسألة عراقية. وكان نائب الرئيس الامريكي ديك تشيني صرّح أمس الاول بأن صدّام حسين وقف أمام محكمة عراقية ليواجه ما زعم انها «عدالة حرم منها العراقيون» على حد تعبيره. وفي أول تعقيب على بدأ محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين قال وزير الخارجية الامريكية كولن باول ان «شعوب العالم يجب ان تشاهد بعناية وتستمع بعناية». وأضاف باول في مقابلة مع محطة تلفزيون «ار. سي. تي. اي» الاندونيسية على هامش الاجتماع الامني الآسيوي في جاكرتا «لنفترض ان صدام بريء، دعونا نفترض ذلك ونترك الشعب العراقي يقرر عبر محاكمه». وزعم باول ان العالم سيرى «نوعا جديدا من العدالة في العراق».