حذّر مسؤولون أمريكيون كبار من ان الهجمات على المسؤولين العراقيين الذين عينتهم قوات الاحتلال مؤخرا ستستمر. وقالوا ان الولاياتالمتحدة «ستفعل ما في وسعها لتوفير الحماية اللازمة لمئات وربما الآلاف من المسؤولين العراقيين الجدد» ولهزم ما أسموه بالتمرد. لكنهم أقروا بصعوبة المهمة. وأدلى وزير الخارجية الأمريكي كولن باول ومستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي كوندوليزا رايس في مقابلات منفصلة مع محطات تلفزيون أمريكية بهذه التصريحات في ضوء الاغتيالات المتتالية للمسؤولين العراقيين الجدد المتعاونين مع الولاياتالمتحدة في خططها لما تسميه نقل السيادة واعطاء دور أكبر للعراقيين لحكم أنفسهم بداية من موفى الشهر الجاري. **اعترافات باول وأقر باول في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الاخبارية الأمريكية بصعوبة توفير الحماية للمسؤولين العراقيين المعنيين لتولي السلطة في 30 جوان الجاري. وقال باول «من الصعب حماية حكومة بأكملها لأنه أمر بالغ الصعوبة» مضيفا «ستكون فترة خطيرة وهؤلاء القتلة لابد من هزمهم» حسب تعبيره. ومضى باول يقول «نحن نمضي قدما وسنبقى هناك بجنودنا المائة والثمانية وثلاثين ألفا وسنفعل كل ما نستطيع لهزم هذا التمرد» على حد وصفه. وقال باول ان واشنطن «ستفعل ما في وسعها لتوفير الحماية اللازمة لمئات وربما للآلاف من المسؤولين العراقيين الجدد». ووصف الوزير الامريكي اعمال الاغتيالات بقوله «إن من يقوم بها هم اعداء الشعب العراقي وأنصار نظام الرئيس السابق صدام حسين» حسب زعمه. وأضاف باول ان هناك عدة صور لتأمين القادة العراقيين الجدد اذ يستلزم الامر استخدام القوات المسلحة العراقية وتجهيز المزيد من قوات الامن العراقية بالاضافة الى المتعاقدين الذين ينتمون الى شركات خاصة تتمتع بالخبرة اللازمة في هذا المجال. وأشار باول الى أن سلطات الاحتلال الأمريكي «تقوم بما هو لازم بالتعاون مع الحكومة العراقية الجديدة التي تدرك حجم التحديات أمامها أمنيا واقتصاديا».، وفي رده على أسئلة من محطة «ان بي. سي» الاخبارية الأمريكية حول فشل السياسة الأمريكية في العراق حتى الآن متمثلة في عدم العثور على أسلحة الدمار الشامل وعدم بناء عراق آمن وديمقراطي وعدم ترحيب العراقيين بالاحتلال الامريكي زعم باول ان «هناك تطورات مهمة على صعيد بناء حكومة ممثلة لكل العراقيين وأهمها انتقال السيادة الى العراقيين فضلا عن اجراء الانتخابات الأولية في فترة لا تتعدى شهر جانفي المقبل اضافة الى سن دستور عراقي جديد». وزعم باول أن قرار مجلس الامن الاخير حول العراق هو دليل على تفويض وموافقة دولية جماعية على المجهودات الأمريكية في العراق. **فترة صعبة وصرّحت مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن القومي كوندوليزا رايس من جانبها بأن الهجمات تمثل محاولة لزعزعة ارادة الحكومة المؤقتة الجديدة» حسب تعبيرها. وقالت رايس في مقابلة مع شبكة «سي. ان. ان» الاخبارية الامريكية «نحن نعرف ان الفترة المنقضية للسيادة والفترة التي تعقب استعادة السيادة مباشرة من المرجح ان تكون مرحلة يكثف فيها «من أسمتهم بالارهابيين والموالين لصدام» جهودهم في اعمال العنف» حسب وصفها. وقد صرّح السيناتور جوزيف بيدن زعيم الاقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الامريكي بأنه يتعين «على الولاياتالمتحدة ان تقنع العراقيين بالوقوف في وجه من يقومون بأعمال عنف ضد المسؤولين العراقيين المتعاونين مع الولاياتالمتحدة وضد القوات الأمريكية» على حد تعبيره. وأشار بيدن الى «الحاجة الى زيادة القوات الأمريكية في الفترة المقبلة لتأمين الانتخابات وانتقال السلطة الى العراقيين». وحسب بيدن فإنه «يتعين على القيادة العراقية الجديدة ان تطلب رسميا من اعضاء حلف شمال الاطلسي في القمة القادمة للحلف في اسطنبول قوة تتراوح بين 3 آلاف و7 آلاف جندي».