أقر وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أمس لأول مرة بمواجهة فيتنام ثانية في العراق مشيرا الى أن المقاومة العراقية أصبحت تستهدف دول الاحتلال لتسديد ضربات «نفسية» فيما اعترف وزير الخارجية كولن باول من جانبه بأن المقاومة بلغت مستوى من التنسيق لم يكن متوقعا على الاطلاق. وبدا وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد أمس أكثر «توصيفا» للأوضاع في العراق معترفا بمواجهة فيتنام ثانية حين شبه هجمات المقاومة العراقية بهجوم «التيت» عام 1968 الذي شكل نقطة تحول نفسية في الحرب الفيتنامية. فيتنام ثانية وقال رامسفيلد في تصريحات صحفية أدلى بها قبيل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في اسطنبول أمس انه من المعروف أن المقاومة العراقية درست هجوم «التيت» وأصبح المقاومون يستهدفون مدنيين ودول الاحتلال وأهدافا سهلة لتسديد ضربات نفسية. وأضاف إن توقيت تهديدات المسلحين في العراق بقطع رؤوس ثلاث رهائن أتراك يبدو وكأنه للتشويش على قمة حلف شمال الأطلسي في اسطنبول. وتابع يقول «إن التأثير النفسي عبر التلفزيون والصحف هو لإثبات انهم موجودون وانهم يحدثون صخبا ويحققون شيئا كبيرا وهو نفس تأثير هجوم «التيت» وسيحاولون القيام بأشياء مثل تلك. وتساءل رامسفيلد قائلا «لكن هل سينجح ذلك؟... لا أعتقد». وأضاف إن بلادنا والبلدان الأخرى تدرك ما يحدث وأن الهدف الآن هو محاولة مضايقتهم وارهابهم ودفعهم الى تغيير سلوكهم. ومضى يقول إنهم يحاولون أن يفعلوا ما فعلوه في اسبانيا لتغيير نتيجة شيء ما» في اشارة بذلك إلى التفجيرات التي وقعت في مدريد عشية الانتخابات العامة التي جرت في وقت سابق من العام الجاري والتي سحبت على اثرها الحكومة الاسبانية الجديدة قواتها من العراق، على حد قوله. تنسيق... عال ومن جهته أقر وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بأن المقاومة العراقية باتت على قدر بكير من التنسيق في عملياتها ضد قوات الاحتلال وبأنها غيرت طبيعة عملياتها. وقال باول في مقابلة مع شبكة «سي.بي.آس» التلفزية الأمريكية من تركيا حيث يشارك في قمة حلف شمال الأطلسي ب»اسطنبول» «اذا نظرنا الى التمرد وما حدث خلال الأسابيع الماضية فإنه يتبين لنا مستوى تنسيق وقيادة وسيطرة يجب علينا تحديده ومطاردته». وأضاف «في السابق لم نكن نرى تنسيقا من هذا النوع الذي نشهده الآن». وتابع يقول «إننا نلاحظ الآن مستوى عال من التنسيق وهذا يغير طبيعة العدو الذي يجب مطاردته حسب قوله... غير أن باول شدّد في سياق حديثه على أن كافة المقاومين لا ينتمون الى التنظيم نفسه بحيث أن بعضهم ينتمي الى مجموعة الأردني أبي مصعب الزرقاوي والبعض الآخر الى الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر. وأضاف «يبقى لنا أن نتبين هل أن مختلف حركات التمرد مرتبطة ببعضها البعض»... لكنه شكك في ذلك.