يرتكز الحديث عن تطويع تكنولوجيا المعلومات في إحياء ما نمتلك من تراث على مبادئ أساسية أهمها التوثيق والمراقبة ووضع استراتيجية وايجاد قاعدة للمعلومات تضمن استمرارية وديمومة ممتلكاتنا التراثية. هذه المحاور وغيرها كانت محور ندوة عقدت مؤخرا بفضاء «النجمة الزهراء»: شدّد الباحث الأردني الدكتور زكي محمد أصلان على أهمية مثل هذه المبادئ وضروريتها في تطويع تكنولوجيا المعلومات في ادارة التراث في المنطقة العربية ليقف على بعض تجارب أقطار هذه المنطقة، يقول: «أصبحنا نقف على بعض التجارب والنماذج تستخدم تكنولوجيا المعلومات في ادارة التراث، فنحن في الأردن لنا برنامج جادّ تمّ فيه جرد استخدام قاعدة بيانات وربطها بنظم وتطويرها لأجل التراث. توجد عربية الآن تهدف الى مساعدة العراق (الذي تعرضت بعض مواقعه الأثرية للتلف نتيجة الحرب) من أجل توثيق المواقع الأثرية خلال الصندوق العالمي للتراث». مشاكل وصعوبات ولكن بدت مبادئ التوثيق ومبادئ التسجيل وجمع المعلومات ركائز أساسية من أجل المحافظة على التراث فإن هذه المهمة تعاني من بعض الصعوبات اذ يؤكد الدكتور زكي محمد أصلان: «حسب تحليل الوضع الحالي للمنطقة العربية في مجال المعلوماتية فإنه يعاني من بعض الصعوبات إذ نشكو محدودية الموارد والأدوات والمهارات لإدارة المعلومات، كما أنه في موضوع التصنيف نفتقد لتوحيد العمليات في التصنيف وفي وضع اللوائح وفي وضع البيانات التي بقيت غير متطورة بالشكل الذي نراه مناسب، بل حتى النظم التي وضعت من أجل جرد التراث محدودة وهي الى ذلك لم يقع تطويرها». ويؤكد السيد معز بن حسين من جانبه (مهندس معماري) علي أن استغلال التكنولوجيا المعلوماتية في احياء التراث يعاني من محدودية خبرة المختصين وهو ما جعلنا أمام مواقع واب قليلة، كما ان افتقار بعض دول المنطقة العربية لوسائل الجمع والمعالجة جعلها تقتصر على بعض وسائل الجمع البسيطة والتقليدية مثل النص والصورة الثابتة للتعريف بالتراث وهو ما أدّى الى تقلص قيمة التراث. إنّ دعم فكرة مكتبة إلكترونية في المنطقة العربية لأهمية المخطوطات العربية الاسلامية الموجودة وخلق شبكة من المختصين تمكن من تبادل الخبرات المختلفة بين دور المنطقة، اضافة الى دراسة الأساليب المثلى لاستخدام المنهج والأدوات في حفظ ونشر التراث العربي خطوات هامة من أجل التوظيف الأمثل لتكنولوجيا المعلومات بها في ذلك شبكة الانترنات والأقراص الليزرية المتعددة الوسائط والمحاضرات عن بعد من أجل خدمة موروثنا الثقافي.