انتقد النائب والقيادي في حركة النهضة محمد بن سالم تصريحات وزير الشؤون الدينية عثمان بطيخ حول اعتزام الوزارة اغلاق 90 مسجدا ما زالت خارج سيطرة الدولة، مشيرا إلى وجود تناقض كبيرا بين تصريحاته وتأكيد وزير الشؤون الدينية السابق منير التليلي، قبل تسليم مهامه، وجود جامع وحيد فقط خارج سيطرة الدولة. وأضاف بن سالم في حوار ل"القدس العربي" :"عندما تسلمنا (حركة النهضة) السلطة في انتخابات 2011 وجدنا 1500 مسجدا خارج السيطرة وعندما خرجنا من السلطة تركنا حوالي 70 مسجدا فقط خارج السيطرة، كما أن وزير الشؤون الدينية السابق قال إنه ما زال هناك مسجدان فقط (مسجد واحد) خارج السيطرة، والآن وزير الشؤون الدينية الجديد يقول إن لديه 90 مسجدا" !. واشار بن سالم إلى أن تصنيف ما هو خارج عن السيطرة يختلف من حكومة إلى أخرى، «أي أنهم (المساجد) الآن يجب أن يكونوا موالين ومن جماعة النظام القديم حتى يصبحوا شرعيين، هذا التعريف يجب الاتفاق عليه، وربّما نطلب مساءلة وزير الشؤون الدينية في البرلمان حتى يعطينا تعريفه للمساجد داخل السيطرة وخارجها، وهل كان الوزير السابق يغالط الرأي العام"، على حد قوله. واستدرك بن سالم قوله "نحن، بالطبع، ضد وجود مساجد خارج السيطرة، ولكنّنا لا نريد الرجوع إلى ما قبل الثورة فيما يتعلق بتوحيد الخطب أي أن يتم كتابتها في وزارة الشؤون الدينية وإرسالها للأئمة لقراءتها فوق المنابر، فهذا لا سبيل إليه، وإذا كان الوزير (عثمان بطيخ) يقصد ذلك فهو خارج التاريخ ولم يسمع أن البلاد قامت بها ثورة، ونحن في مجلس النواب سوف نذكّره بذلك، فنحن في دولة ديمقراطية، والحريات التي اكتسبها المجتمع التونسي في كل الجوانب، بما فيها حرية الخطاب في المساجد بما يسمح به القانون، لا يمكن التخلي عنها، ولن نسمح لوزير الشؤون الدينية أو غيره أن يمس بالحريات لا في المساجد ولا في غيرها". يُذكر أن بطيخ نفى قبل أيام «الشائعات» التي تتحدث عن نية وزارة الشؤون الدينية توحيد الخطاب الديني، مشيرا إلى أن هذا الأمر "لا أساس له من الصحة، والأمر لا يتعدى توصيات تُرفع إلى الخطباء للفت نظر المواطنين إلى بعض الاحداث والمناسبات، منها شجب الإرهاب كحادثة باردو مثلا، فضلا عن حوادث انتحار الأطفال والشباب".