لقاء البنزرتيين بضيفهم مستقبل المرسى دار تحت شعار يشترك في السعي الى تحقيقه كلا الفريقين الا وهو الانتصار لتحسين المسار... فزملاء الخلوفي جاؤوا الى بنزرت بنيّة الحفاظ على المركز الرابع في انتظار بقيّة الجولات للاقتراب الى مراكز الطليعة، في حين سعى ابناء الفرقاني من وراء لقاء امس الاول الى اقتسام المرتبة الخامسة مع ابناء الصفصاف. اللقاء دار امام جمهور ضعيف العدد بل يكاد يكون اضعف عدد منذ انطلاق الموسم الكروي، فالسكون خيّم على مركب بنزرت ما عدا بعض الاصوات المنبعثة من هنا وهناك طغى عليها صدى ركلات الارجل واصوات ا للاعبين والمدربين. حليف الامس منافس اليوم ذلك ما ينطبق على المهاجم وليد الشتاوي الذي سبق ان تقمص زي البنزرتي قبل اربعة مواسم، هذا المهاجم اقلق دفاع البنزرتي الى حد كبير وكأن به يمرر رسالة للبنزرتيين الذين تجاهلوا مخزونه في تلك الفترة، من المفاجآت التي اعترضت الشتاوي في بنزرت تلقّيه لكمة مجانية من أحد مدافعي البنزرتي تغاضى عنها الحكم عصام الرحموني. نسق تدريجي رغم غياب الجمهور بشكل مفزع بلغت المباراة درجة مهمة من الحرارة، وسط الميدان فتوفرت العروض الفرجوية واللوحات ا لفنية والتشويق نسجها باتقان كل من السحباني وبلال القنطاسي، وفوزي خليفة من جانب البنزرتيين، قابلها ابداع مرساوي من أقدام بوقرة والشتاوي وكاسيدي. تكتيكيا توخى الفريقان نسقا هجوميا تصاعديا وسمة التهديف توفّرت لدى عناصر الفريقين فكاد الرويسي يفتتح النتيجة في اكثر من مناسبة لولا يقظة الدفاع. وفي المقابل اعتمد البنزرتيون على خطة 3/5/2 لكن هذه الخطة وجدت امامها جدارا دفاعيا متماسكا قاده الغزواني وبن شرودة. في الشوط الثاني تجلّى اصرار البنزرتيين على الوصول الى شباك ضيوفهم بادخال المدرب الفرقاني تحويرات طفيفة على الخطة التكتيكية دعّم من خلالها خط الهجوم باقحام العازق مكان بالربط، هذا التغيير اعطى نفسا جديدا للخط الامامي للبنزرتيين. من الدفاع الى الهجوم امام العقم الهجومي للخط الامامي تكفلت العناصر الدفاعية بالتقدم الى الامام عن طريق تيتي براهيما والاخوين المشرقي. فكان المشرقي «الصّغير» على موعد مع الهدف الوحيد للمباراة لما استغل توزيعة نصف طائرة من السحباني عن طريقة ركنية ليغالط بها الحارس الخلوفي (80دق). دقائق ساخنة دق 19: خميلة ينفرد بالدفاع ويتجه حرا صوب المرمى لكن التسرع حال دون تجسيم الفرصة. دق 22: بوقرة ينجح في الافلات من رقابة الدفاع لكن بن ثابت يتدخل في الوقت المناسب. دق 26: حسان الرياحي يتوغل على اثر امداد من السحباني لكن الحارس الخلوفي ينقضّ على الكرة في الوقت المناسب. دق 33: فوزي خليفة من جانب البنزتيين يمهّد لحسان الرياحي وهذا الاخير يصوّب خارج المرمي. دق 40: تصويبة قوية من نعيم بالربط على بعد 20م والكرة تصطدم بجدار الدفاع. دق 4: مخالفة ينفذها بوقرة على مستوي خط 18م والحارس بن ثابت ينقض على الكرة على مرتين. دق 51: زياد العروسي يقفز فوق الحارس لكن تصويبته الرأسية اخطأت المرمى. دق 53: زياد العروسي مرّة أخرى يخطئ المرمى رغم موقعه المناسب للتهديف. دق 55: بشير المشرقي امام شباك شبه خالية بتباطأ في التصويب والحارس الخلوفي يتدارك الموقف. دق 60: الساحلي وجه لوجه مع الحارس بن ثابت يصوّب بالرأس دون جدوى. دق 80: بشير المشرقي يفتتح النتيجة على اثر ركنية على الجهة اليسرى من الحارس الخلوفي ينفذها باتقان بشير السحباني. دق 90: بشير السحباني يتوغل بمفرده في اتجاه الحارس الخلوفي ويصوّب بقوة في أيدي هذا الاخير. منتخب الشروق بن ثابت الغزواني بشيرالمشرقي فتحي المشرقي الرواتبي نادر الفقيه فوزي خليفة بوقرة بلال القنطاسي حسان الرياحي الشتاوي. مردود الحكم الحكم عصام الرحموني الذي أدار لقاء بنزرت قدّم مردودا متميزا ولم يهضم حق اي طرف من الطرفين على الرغم من قلة خبرته بمثل أجواء مقابلات من القسم الوطني الممتاز... فاللقاء هو الاول في مسيرته التحكيمية بالوطني أ . نجم اللقاء مرّة أخرى يقفز المهاجم زياد العروسي فوق الجميع ليبرز مؤهلات كانت كامنة قبل ان يتفطّن اليها المدرب الفرقاني في الشطر الثاني من الدوري، العروسي أصبح في ظرف وجيز من الركائز الاساسية للفريق وبه يتنفّس الخط الامامي وبلمساته الذكية تهتز شباك المنافس. *تصريحات * علي الفرقاني (مدرّب البنزرتي): لااخفي بأن المباراة اكتست صعوبة تجلّت في اغلب ردهاتها نتيجة الرهان الموكول لنا ثم اننا واجهنا فريقا يتمتع بحضور لا يستهان به ولعل ترتيبه يدلّ على ذلك، هذا الانتصار جاء ليدعم حسن توجهنا خصوصا وان هذا الانتصار هو الثالث على التوالي، عموما ما قدمناه في لقاء المرسى هو نتاج عمل مستمر وخيارات موفقة. * علي السلمي (مدرب المرسى ): لقد اعتمدنا على اللعب... الجماعي في لقاء بنزرت، وسعينا الى تجسيم الخطة التكتيكية هذه. لكننا اصطدمنا مرة اخرى وعلى غرار الجولات الاخيرة بالعقم الهجومي الذي لم نجاوزه رغم الجهود التي ركّزناها للقضاء علىه. مردودنا عموما لم يكن مفزعا بل سعينا الى العودة من بنزرت بانتصار يقرّبنا من كوكبة الطليعة لكن لم نوفّق الى تحقيق ذلك رغم اننا كنا قريبين من هذا الهدف.