شهد مقر مجلس النواب بباردو صباح اليوم حدثا وطنيا متميزا تمثل في أداء الرئيس زين العابدين بن على اليمين الدستورية بعد إعادة انتخابه لمدة رئاسية جديدة وذلك خلال جلسة ممتازة لمجلس النواب ومجلس المستشارين الملتئمين معا. كما تميزت هذه الجلسة بتوجه رئيس الجمهورية بخطاب منهجي هام إلى الشعب التونسي قوطع مرات عديدة بالتصفيق الحار من قبل النواب والمستشارين وسامي المسؤولين والشخصيات الوطنية الذين حضروا هذا الحدث الكبير وكان في استقبال رئيس الدولة لدى حلوله بساحة مقر مجلس النواب الوزير الأول ورئيسا مجلس النواب ومجلس المستشارين. وحيا الرئيس زين العابدين بن على العلم على أنغام النشيد الرسمي قبل أن يستعرض تشكيلة شرفية من الحرس الرئاسي أدت له التحية. وقد خص سيادة الرئيس لدى حلوله بقاعة الجلسات الكبرى للمجلس باستقبال حار من قبل النواب والمستشارين. وتولى رئيس الجمهورية أداء اليمين التالية المنصوص عليها في الفصل 42 من الدستور”أقسم بالله العظيم أن أحافظ على استقلال الوطن وسلامة ترابه وأن احترم دستور البلاد وتشريعها وأن أرعى مصالح الأمة رعاية كاملة “. وإثر ذلك ألقى الرئيس زين العابدين بن علي خطابا بين فيه أن التعددية اختيار سياسي ثابت لا رجعة فيه يتعهده سيادته بالدعم والتطوير في كل مرحلة من أجل توسيع دائرة المشاركة وتعزيز حضور الأحزاب الوطنية ومكونات المجتمع المدني في الحياة العامة مجددا تأكيد المراهنة عليها وعلى دورها في التأطير وتعميق الوعي بالثوابت الوطنية وتوفير التعبئة اللازمة حولها . كما جدد الحرص على أن يكون التنوع في الاجتهادات والمقاربات عنصر إفادة وإضافة للمناخ الديمقراطي بالبلاد مبينا أن حب الوطن من الإيمان والتعلق به والغيرة عليه والوفاء لمقوماته وخصوصياته تربية عريقة وثقافة عميقة وأن الوطنية لا يمكن أن تخضع للابتزاز أو المزايدات والحسابات الشخصية لأنها صدق وإخلاص وبذل وعطاء وشرف وانتماء. وأضاف أن تونس بقدر ما تقبل النقد البناء والاختلاف النزيه وترحب بهما بقدر ما تتمسك باستقلاليتها وسيادتها وحرية قرارها وترفض أي تدخل في شؤونها ولا تسمح لأي كان بالتطاول عليها وتشويه سمعتها زورا وبهتانا. وأكد رئيس الجمهورية أنه سيواصل المسيرة بكل ثقة لفائدة الشعب والبلاد ملاحظا انه وضع برنامجه للخماسية القادمة تحت شعار”معا لرفع التحديات” ليكون حافزا للجميع إلى امتلاك المؤهلات والقدرات التي تمكن البلاد من اللحاق بكوكبة الدول المتقدمة . وأعلن الرئيس زين العابدين بن علي في خطابه جملة من القرارات تتصل بالخصوص بقطاعات التشغيل ومجتمع المعرفة والتجديد التكنولوجي واستحثاث نسق الاستثمار ودفع المبادرة الخاصة إضافة إلى تطوير المنظومة الديوانية والجبائية. وبعد أن بين أنه يختار لتونس من البرامج ويرسم لها من الآفاق ما هو في حجم تاريخها وأمجادها وما يتماشى مع طموحات شعبها وتطلعاته ذكر سيادة الرئيس بأن كرامة الأفراد من كرامة أوطانهم ومناعتهم من مناعتها مبرزا الحرص على أن يعيش التونسي آمنا مطمئنا كريما عزيزا في وطنه مرفوع الرأس شامخا وعلى أن تظل تونس تجربة فريدة ومتميزة في محيطها الإقليمي محترمة مهابة وناجحة متألقة على الدوام. وقد خص الرئيس زين العابدين بن على عقب أدائه اليمين الدستورية وإلقاء خطابه بهذه المناسبة الوطنية المتميزة باستقبالات شعبية حارة لدى مبارحته مقر مجلس النواب. وقد احتشدت جموع غفيرة على حافتي ساحة المجلس التي وشحت بالإعلام الوطنية الكبيرة وامتزجت فيها الأنغام الموسيقية بالهتافات الحارة بحياة تونس وحياة رئيسها وسط أجواء حماسية رائعة، مما أضفى على هذا الموكب مظاهر الفرحة والبهجة بتجديد العهد لسيادة الرئيس. وكان الرئيس زين العابدين بن على يرد على تحيات المواطنين وهتافاتهم.