أخبار تونس – بحثا لتطوير التجارة بين الدول الإسلامية وآثار الأزمة الاقتصادية العالمية ومشاكل الفقر في العالم الإسلامي، شاركت تونس من 5 إلى 9 نوفمبر 2009 في الدورة الخامسة والعشرين للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري ” كومساك” التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ممثلة في السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية. وكان قد افتتح القمة الرئيس التركي، عبد الله غول ، بمشاركة أكثر من 40 دولة إسلامية. وترمي هذه القمة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وإعداد برامج للعمل المشترك وتنسيق ومتابعة الأنشطة المتصلة بالتعاون الاقتصادي بين دول المنظمة في ضوء الأزمة المالية العالمية التي تعصف باقتصاديات عدد كبير من الدول. وكانت قد ركزت، على مدى أربعة أيام، على القضايا التي تتعلق بتخفيف حدة الفقر والدعم الاقتصادي الفني والمسائل المتصلة بنظام التفضيل التجاري والتجارة البينية والتعاون المالي وتعزيز تدفق الاستثمارات والتعاون بين البنوك المركزية ومؤسسات الأوراق المالية. كما بحثت في وضع معايير وإجراءات الأغذية الحلال وتطبيقات الحكومة الإلكترونية وانعكاساتها الاقتصادية على الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي. و في كلمة ألقاها بالمناسبة السيد رضا بن مصباح وزير التجارة والصناعات التقليدية ، أكد على أهمية هذا المحفل الدولي في إرساء تعاون مثمر وناجح بين الدول الإسلامية ومدى تطابق هذا التوجه مع سياسة تونس واختياراتها. كما بين المقاربة التنموية الشاملة التي اعتمدتها تونس والتي أولت التكامل بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية منزلة المبدأ الثابت. واستعرض الوزير المبادرات التي اتخذتها تونس على الصعيدين الإقليمي والدولي لتجسيم الشراكة والتنمية المتضامنة و خاصة مبادرة الرئيس زين العابدين بن علي المتمثلة في إحداث الصندوق العالمي للتضامن داعيا إلى ضرورة إيجاد آليات للتعاون بين هذا الصندوق وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية وذلك من أجل تحقيق الأهداف المنشودة بما يمكن من تقليص البطالة وتحسين ظروف عيش المواطنين في الدول الإسلامية. كما دعا السيد رضا بن مصباح الدول الإسلامية إلى تجسيم مبادرة رئيس الدولة في جعل سنة 2010 سنة دولية للشباب. و تقديرا للمجهود التونسي المبذول في هذا المجال عبر السيد عبد الله غول رئيس الجمهورية التركية في لقاء جمعه بالوفود المشاركة في القمة للسيد رضا بن مصباح عن تقديره للخيارات والتوجهات التي أرسي دعائمها الرئيس زين العابدين بن علي مما جعل من تونس مثالا يحتذى على المستوى الإقليمي. كما أبلغ رئيس الوفد التونسي من جانبه تحيات الرئيس زين العابدين بن علي إلى الرئيس التركي عبد الله غول و تقديره لتركيا ومجهوداتها الحثيثة لدعم علاقات التعاون والشراكة بين البلدان الإسلامية مشيرا إلى الطاقات التي تتوفر عليها تونس لتعزيز التعاون بين البلدين على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف ودفع جهود التنمية في العالم الإسلامي. وفى نفس الزيارة التقي السيد رضا بن مصباح مع نظرائه من الجزائر والمغرب وسوريا واليمن والإمارات العربية المتحدة ووزيري المالية السعودي والكويتي ونائب وزير الدولة للتنمية والتخطيط التركي تم خلالها التطرق إلى العلاقات مع هذه البلدان في المجالين التجاري والاقتصادي وسبل تدعيمها. وقد شارك في القمة العديد من رؤساء الدول، من بينهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ونظيره السوري بشار الأسد والأفغاني حامد كرزاي الذي ألقى خطابا دعا فيه الدول الأعضاء للمشاركة في مساعدة بلاده للخروج من أزمتها السياسية والاقتصادية.