أخبار تونس – انتظمت بمقر لجنة الحملة الانتخابية مساء يوم الجمعة محاضرة حول ” الشباب والمشاركة في الشأن العام ” ألقاها السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية وذلك في إطار الحملة الانتخابية 2009. وتتنزل هذه المحاضرة ضمن الأهمية الكبرى التي تلقاها فئة الشباب في تونس من رعاية باعتبارهم مستقبل الوطن. ولقد أولى البرنامج الانتخابي 2009 – 2014 “معا لرفع التحديات” للرئيس زين العابدين بن علي فئة الشباب مكانة خاصة، إذ حملت النقطة رقم 8 من هذا البرنامج عنوان ” لشباب تونس نبني الغد الأفضل”. وتضمنت هذه النقطة أهم المحاور التي سيسعى الرئيس زين العابدين بن علي إلى تنفيذها عبر برامجه المستقبلية مركزا جهوده على تنمية مواهب الشباب ومؤهلاته في مختلف الميادين المعرفية والعلمية والثقافية وفي سائر المجالات الرياضية. وتضمنت المحاضرة التي ألقاها السيد سمير العبيدي 3 محاور كبرى لخصت أهم الانجازات التي تحققت في السنوات الأخيرة لفائدة الشباب في تونس مركزا على أهم التحديات المستقبلية لا سيما بعد ظهور الثورة الرقمية كظاهرة كونية فرضت سطوتها في كل مجالات الحياة العصرية. وتناول المحور الأول للمحاضرة مسألة الشباب واهتماماته وضرورة إشراكه في تحمل المسؤوليات السياسية والجمعياتية وذلك ما بشر به برنامج التغيير خاصة عبر دعوته إلى وجوب إعطاء الثقة في الشباب والمراهنة عليه والمصالحة مع مختلف شرائحه الفاعلة. وكما ينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على ضرورة تمكين الأفراد والمجموعات من حقوقهم كاملة في الحياة والمشاركة السياسية والاجتماعية والثقافية، يعد الشباب الفئة الأكثر حيوية والفئة المتوثبة إلى العمل الخلاق بكل حماس وتوقد. ولقد أفرزت السنة الوطنية للحوار مع الشباب 2008 ميثاق الشباب الذي انخرط فيه أكثر من مليون و300 ألف شاب وشابة علما وان الاستشارة الوطنية للشباب 2008 قد سبقت باستشارة أخرى لا تقل أهمية عنها وهي الاستشارة الموسعة سنة 2005 والتي نصت على أن نسبة 17 % من الشباب التونسي منخرط في صلب نشاط المجتمع المدني و62 % من الشباب مقتنع بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية. وهذه لا تختلف كثيرا عن النسب المسجلة في أكبر الدول الأوروبية إذ أن نسبة 18 % من الشباب تقر بضرورة المشاركة في الانتخابات بينما نجد نسبة لا تزيد عن 9 % في باقي الدول النامية. ومن جهة أخرى، حث المنتظم الأممي ضمن أولوياتة ال 10 الأولى وفي البند 3 تحديدا على أهمية المشاركة الشبابية في القرارات المصيرية لبلدانهم. أما المحور الثاني من المحاضرة فقد أولى عناية كبرى لمسألة التحديات التي يواجهها الشباب في أيامنا وفي المستقبل القريب وبالإضافة إلى تحديات السكن والتشغيل يبرز تحدي العصر الرقمي بقوة بمختلف سجلاته وأصنافه من إعلامية وتكنولوجيا الاتصال وتطور الفضائيات. وكلما كان الشباب اليوم قادرا على التأقلم مع آخر المستجدات العلمية والتقنية كلما كانت هذه الفئة قادرة على العطاء والبذل. ولقد أولى البرنامج الانتخابي “معا من أجل التحديات” 14 نقطة من بين 24 نقطة تم تناولها إلى المسألة المتعلقة بتكنولوجيا الاتصال وتحولات الانترنات وانتشار “الشبكات الاجتماعية” مثل “ماي سبايس” و”تويتر” و”فايس بوك”. ولقد تم تسجيل 824740 مشتركا في شبكة “فايس بوك” في تونس إلى حدود الساعة 3 مساء من يوم الجمعة 16 أكتوبر مما يكشف عن حجم إقبال الشباب على الظاهرة الكونية للشبكات الاجتماعية. وفي العالم، يقضي الجيل الشبابي في السنة حوالي 800 ساعة في المدرسة و1500 ساعة أمام شاشة الحاسوب ويقبل الشباب اليوم أيضا عل ظاهرة أخرى هي ظاهرة “البلوڤ” وهنالك 40 % من الشباب الفرنسي مثلا لديه مدونات تفاعلية ولهذه الظواهر الكونية الرقمية دور كبير اليوم في التأثير والمشاركة الشبابية. ولقد قطعت تونس عدة خطوات في مجال تزويد العنصر الشبابي باللوازم الرقمية العصرية. ويمكن ذكر مشروع الحاسوب العائلي ومشروع ربط الشبكات التعليمية بالانترنات عالية التدفق كما تم مؤخرا تخصيص 6 حفلات مجهزة بأحدث التكنولوجيات تقوم برحلات دورية إلى الشباب الريفي وفي المناطق النائية لفك عزلتهم وتمكينهم من آخر الخدمات في مجال التطورات الرقمية. كما تدعم قطاع الشباب من خلال الدعوة لبعث برلمان للشباب تأسيا بنجاح تجربة سابقة تمثلت في بعث برلمان للطفل في السنوات الفارطة. أما المحور الثالث من المحاضرة، فقد أبرز المكانة التي تحتلها الرياضة كأحد الأساليب في تشريك الشباب كمساهمة فعالة في بناء الشخصية وتكوين التوازن النفسي والابتعاد عن العزلة الاجتماعية. ولقد تدعمت الرياضة في تونس بعديد القرارات وبعديد التشريعات ويمكن ذكر آخر المستجدات ضمن هذا الباب مثل الدعوة الرئاسية لإحداث جمعية نسائية في كل مدينة تونسية بهدف مزيد إسهام الفتيات في الرياضة ودفعهن إلى المشاركة في رفع التحديات الرياضية. وتدعم القطاع الرياضي بتدشين عديد الملاعب والقاعات الرياضية وتعميم الملاعب الشعبية ومن المنتظر أن يتم الانطلاق فعليا في الاستشارة الشبابية سنة 2010 لمزيد الإصغاء إلى فئة الشباب التونسي.