يعمل المتسابقون إلى قصر قرطاج على إعداد برامجهم الانتخابية سعيا منهم لإقناع الناخب بأنهم الشخصية الأمثل لتولي منصب رئيس الجمهورية، كما يغلب على البرامج الانتخابية المتنافسة المزايدة على الوعود، فنرى أحيانا نقاطا يستحيل تطبيقها في الوقت الراهن على الأقل. وتحتوي البرامج الانتخابية على أبرز النقاط التي سيعمل عليها المترشحون فور فوزهم في السباق الرئاسي، ولكل نظرته المختلفة حول الملفات المستعجلة، فمنهم من يرى أن الملف الاقتصادي هو الأهم نظرا لتدهور الأوضاع الاقتصادية بالبلاد والتي انعكست سلبا على النمو والاستثمار والمقدرة الشرائية وغيره ومنهم من يرى أن ملف الإرهاب هو الأهم وأن القضاء عليه من أوكد الاستحقاقات. ولأول مرة في تونس، تقرّر القيام بمناظرة تلفزية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية، وقد أعلنت التلفزة التونسية أنها ستخوض لأول مرة تجربة المناظرات التلفزية بين المترشحين، وذلك في النصف الأول من الحملة الانتخابية المقررة من 2 إلى 13 سبتمبر القادم. وأوضحت التلفزة التونسية أنها ستستدعي كل المترشحين للاستحقاق الرئاسي للتناظر حول برامجهم الانتخابية في الفترة الممتدة من 02 إلى 07 سبتمبر 2019 في حصة مباشرة عنوانها الطريق إلى قرطاج. فهل سيكون للبرامج الانتخابية وللمناظرة التلفزية تأثير بالغ في اختيار الناخب التونسي وجهة تصويته؟ ويرى المحلل السياسي والديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي أن البرامج الانتخابية لا تكتسي أهمية كبرى خاصة وأن أي شخص يمكنه التوجه لمكتب دراسات يعد له مخطط التنمية وميزانية الدولة والإحصائيات الأخيرة ويقوم على ضوئها بإعداد برنامج دولة، لكن ذلك ليس دليلا على قيمة صاحب الوثائق، مشيرا إلى أنه في المناظرات التلفزية يمكن أيضا أنن يتم تلقين المتناظر ما سيقوله. كما اعتبر العبيدي، في تصريح لموقع “الشاهد”، أن الطريقة المثلى لاختيار المترشح هي البحث في تاريخه وفي مسيرته الدراسية والعلمية والمسؤوليات التي انيطت بعهدته وكيفية دخوله لمجال السياسية لأن هناك من دخلها بصلة الرحم، مشددا على أن الاختيار لا يجب أن يرتبط بالجهة أو بالسن. كما أشار المتحدث إلى أنه في بعض الأحيان يتم انتخاب شخصية وهي مجرد نتاج لعمل شركة اتصال شكلت صورة لامعة للمترشح وحولت عيوبه إلى مزايا، مبينا أن الخبر اليقين يتم استقاؤه من مسيرة المترشح التي لا يمكن تزيينها أو تزييفها. كما اعتبر أن العلاقة العائلية للمترشح بعائلته مهمة لذلك يتقدم المترشح في فرنسا وامريكا والعديد من الدول مع عائلته. تجدر الإشارة إلى أن 26 مترشحا للانتخابات الرئاسية تم قبولهم أوليا لخوض غمار الانتخابات الرئاسية في انتظار ما ستحدده المحكمة الإدارية في شأن الطعون المقدّمة من قبل المترشحين المرفوضين.
