تحيي تونس اليوم الأحد 18 مارس 2018، ذكرى هجوم باردو الإرهابي، الذي جدت أحداثه في مثل هذا اليوم من سنة 2015، وأودى بحياة 22 شخصا بينهم 20 سائحا ومدني تونسي وعون الأمن أيمن مرجان، بالإضافة إلى مقتل الارهابيين منفذي العملية. وتعود تفاصيل الأحداث الى محاولة 3 عناصر ارهابية مسلحة بكلاشنيكوف وقنابل يدوية، التسلل إلى ساحة مجلس نواب الشعب، أين تعقد في ذلك الوقت جلسة حول مشروع لقانون الإرهاب بحضور وزير الداخلية ووزير العدل وعدد من الدبلوماسيين وقادة من الجيش والاستخبارات. وتم تحديد هوية السياح حيث كان معظمهم من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وبولونيا وإيطاليا وإسبانيا وكولومبيا. وعلى إثر تلك الحادثة، تتالت ردود الفعل المنددة بالحادثة والداعمة لتونس في مقاومتها للإرهاب وأطلقت حملات تضامنية كبيرة وطنية ودولية. وأطلقت المسيرات الشعبية وأجمعت التيارات السياسية من مختلف الحساسيات على ضرورة مكافحة هذه الآفة، وتعالت الأصوات الحرة لممثلي المجتمع المدني ومواطنين وفنانين وشخصيات وطنية وعالمية، سياسية وثقافية ودينية باعثة، رسالة واحدة مفادها أن "الإرهاب هذه الآفة التي تتجاوز كل الحدود، لا دين له. كما تم تنظيم مسيرة دولية لمناهضة الإرهاب بين ساحة باب سعدون وساحة باردو شارك فيها عشرات الآلاف من التونسيين وحوالي 30 من قادة العالم وذلك في 29 مارس 2015. وقد أطلق آنذاك رواد الأنترنات حملة تضامن واسعة مع تونس ضد الارهاب ودعوات مساندة لتونس ولمتحف باردو مثل "كلنا باردو" و"سأكون فى تونس هذه الصائفة" وغيرها من العبارات المساندة لتونس ولمتحف باردو الذى يعد مصدر فخر للتراث العالمي. هذا وأثارت الحادثة أنذاك جدلا واسعا، خاصة أن الارهاب قد ضرب قلب المدينة والمؤسسة التشريعية ومجلس الشعب، كما هزت الحادثة صورة البلاد في العالم مما تسبب في تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية، في محاولة للمس من صورة الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه تونس بعد الثورة. وقد تم في الذكرى الأولى للعملية الارهابية، تدشين نصب تذكاري في مدخل المتحف يوم المسيرة الدولية ، وحمل هذا النصب أسماء الضحايا 22 الذين وقعوا في الحادثة. ويتمثل النصب في لوحة فسيفسائية مكتوب عليها أسماء الضحايا بالأحرف اللاتينية ورموز جنسياتهم وفي أعلى اللوحة كتب بالعربية عبارة تخليدا وتحتها نفس العبارة بالأحرف اللاتينية In Memoriam.