أثبت قادة الأحزاب الكبرى والمجتمع المدني خبرة في إخراج تونس من مسلسل الأزمات العابرة التي تمر بها بأقل الخسائر، و رغم تربص الكثيرين و محاولة ايقاع تونس في فح الصراعات الداخلية نجحت النخبة السياسية في تونس في إيجاد مخرج لهذه الأزمات ، لتثبت هذه النخبة أنّها تمتلك من الوطنية و من الوعي السياسي ما يجعلها عصيّة عن الوقوع في شباك الهزيمة ، و لتثبت بان تونس ستظل قصة نجاح رغم كيد الأعداء و تربص الخونة . و رغم الصراعات الحزبية والاحتجاجات الجارية ضد التقشف، تمكنت تونس باعتماد سيادة القانون والحل السلمي من العثور على حلول لفكّ جلّ النزاعات لتكون قصة نجاح تختلف عن الدول التي اجتاحها الربيع العربي، بحسب مجلة "ويكلي ستاندرد" الأمريكية. وقالت المجلة، اضطرابات الربيع العربي اجتاحت دول مثل البحرين، وانتجت كوارث إنسانية مثل سوريا، أو انتهى بها المطاف في العودة لحكم الديكتاتور مثل مصر، وبحكم الأمر الواقع تونس فريدة من نوعها عربيا، وسعت المجلة لشرح الأسباب التي ساهمت في نجاح تونس على مدى السنوات الست الماضية، وجعلت "ثورة الياسمين" قصة مختلفة. وأوضحت الصحيفة، عندما أطاح الربيع العربي بالديكتاتور "زين العابدين بن على" في 2011، كان لدى تونس عناصر ثقافة سياسية صحية تفتقر إليها بلدان عربية أخرى، وبفضل بورقيبة، حققت البلاد تقدما نحو العلمانية، وحماية حقوق المرأة، والتركيز على التعليم الليبرالي، وفي الشؤون الخارجية، كانت علاقتها ودية مع الغرب. ومن ذلك يشدد المنجي الحرباوي من حزب نداء تونس على ما تحقق في المستوى السياسي حيث أن الحياة السياسية بعد الثورة عرفت الانفتاح والتعدد مقارنة بما قبلها، هذا التغيير في المشهد السياسي وما رافقه من نجاح في بناء مؤسسات الدولة ونجاحات اخرى في الانتصار على الارهاب وتجنب الانهيار الاقتصادي وافلاس الدولة يرى فيه الحرباوي خطوات حثيثة في نظام ديمقراطي مستقر مشروط بجملة من العناصر المؤجلة. ويرى الحرباوي في حديث له مع جريدة "الشروق" انه من الضروري تغيير المنوال الاقتصادي الكلاسيكي وغير المتماشي مع متطلبات العصر بما يمكن من الاستجابة الى المطالب الاجتماعية ومطالب الثورة من تشغيل وتنمية جهوية ونحوها. وفي تقييم بشير الخليفي من حركة النهضة فان الجانب السياسي قطع اشواطا كبرى لعل اهمها المصادقة على الدستور و تنظيم الانتخابات التشريعية و الرئاسية في انتظار ارساء الحكم المحلي يضاف لها تقدم في مستوى تنزيل السلطة التشريعية للدستور، ويلاحظ الخليفي جملة من الصعوبات التي عطلت قيام ثورة اقتصادية على غرار مشكل عدم الاستقرار والضربات الارهابية بما ادى الى وجود صعوبات في خلق الثروة دافعا في سياق تضافر مجهود كل الاطراف حتى تكتمل الثورة التي تبقى في رأيه مهددة مالم تستطع الاستجابة الى مطالب المواطنين. مؤشرات نجاح _ تصنيف دافوس فيفري 2017 ….تونس الديمقراطية الوحيدة في العالم العربي _ تونس في المرتبة 66 في مؤشر الديمقراطية عالميا متفوقة على روسيا وتركيا _ تونس في المرتبة الرابعة عربيا في مؤشر السلام _ تونس في المرتبة 96 عالميا والأولى عربيا في حرية الإعلام حسب منظمة فريدوم هاوس _ تونس الأولى عربيا في حرية المرأة والطفلا _ تونس في المرتبة 65 ضمن 70 دولة شملها تصنيف بيزا للأنظمة التربوية سنة 2017 _ تونس الأولى عربيا في مؤشر حرية الإنترنيت _تونس في المرتبة 75 عالميا من مجمل 176 دولة والسابعة عربيا في مؤشر مدركات الفساد لمنظم. الشفافية الدولية سنة 2016