كلّما هطلت الأمطار في تونس خلفت أضرارا مادية للمواطنين وعطلت الطرق وظهرت فيها الحفر والانزلاقات في التربة، وهذا ما حدث نهاية الأسبوع، بعد أمطار غزيرة كشفت عدم قدرة البنية التحتية على استيعاب الأمطار الطوفانية، وهو ما جعل الكثيرين يتساءلون عن مدى تواصلها، خاصة وأنّها تتكرر كل سنة بنفس المناطق تقريبًا. وتداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو ترصد هطول الأمطار الغزيرة في عدد من الجهات وحجم الخسائر المادية التي لاحقت ببعض الممتلكات بسبب السيول والفيضانات. إلى ذلك أدت الأمطار إلى وفاة طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات بعد سقوطها في قناة للصرف الصحي في منطقة بني حسان من ولاية المنستير، فيما تدخل مواطنون لإنقاذ رجل علق داخل سيارته، وحاصرته المياه في المكنين. وفي القيروان، تسببت الأمطار الغريزة في غرق العديد من المنازل بالمياه، وإصابة حركة المرور والسيارات بالشلل. ودعا رئيس الحكومة، هشام المشيشي، إلى الإسراع بعقد اللجان الجهوية للنجدة ومجابهة الكوارث في الولايات، ودعا كل الوحدات والمصالح المعنية بالنجدة والإنقاذ إلى البقاء في حالة تأهب قصوى للاستجابة الفورية لإنقاذ المواطنين. كما أذن المشيشي أمس السبت لعدد من الوزراء بالتوجه الفوري للجهات المتضررة ومعاينة عمل اللجان الجهوية للنجدة و مجابهة الكوارث والقيام باتخاذ الإجراءات اللازمة عند الاقتضاء وذلك في إطار متابعة الأوضاع في الجهات التي تشهد نزولا متواصلا للأمطار. من جهته، أعلن المعهد الوطني للرصد الجوي، تواصل الاضطرابات الجوية، خلال نهاية الأسبوع، إذ من المنتظر أن يتواصل هطول أمطار متفرقة تكون رعدية، مع إمكانية تساقط البرد في أماكن محدودة. وبلغت الكميات المسجلة من الأمطار أقصاها في ولاية سوسة، حيث تراوحت بين 2 ملمتر و54 ملتمرا في سيدي الهاني وبلغت في المهدية بين 1 و49 ملمترا وبين 2 و38 ملتمترا في المنستير وبين 9 و39 ملتمرا في القيروان، أما قابس فتراوحت بين 1 و12 ملتمرا وبين 3 و7 ملمترا في سليانة و بين 1 و3 ملمترات في سيدي بوزيد، في حين سجلت ولاية باجة 6 ملمتارات. وأكد معهد الرصد الجوي أن تساقط الأمطار الغزيرة في فترات قصيرة يتسبب في تشكل السيول وفيضان الأودية والمناطق التي عادة ما تشهد تراكم للمياه. كما تساهم في اضطراب حركة النقل اضافة الى إمكانية فيضان شبكات الصرف الصحي وانقطاع التيار الكهربائي. ودعا إلى ضرورة توخي الحذر واتباع تعليمات السلامة عند السياقة وتجنّب السّير في شبكة الطّرقات الثانوية، حاثا على الابتعاد عن الطرق المغمورة بالمياه أو قرب مجرى مائي أو النزول إلى الطوابق السفلية والمناطق المنخفضة خلال فترة هطول الأمطار.