في اطار مزيد تفعيل عملها في ظلّ المشهد العام بالبلاد وما يشهده من متغيرات متسارعة نظمت جمعية مديري الصحف لقاء مع رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي احتضنه احد النزل بضاحية قمرت مساء يوم الاثنين 2 افريل 2012 حضره مدير الجمعية السيد المنصف بن مراد وعدد من اعضائها منهم ممثل عن جريدة الشعب الى جانب ثلة من الصحافيين العاملين في الصحافة المكتوبة والالكترونية وممثل عن قناة حنبعل وبعض المجلات كما حضره الى جانب السيد حمادي الجبالي السيدان سمير ديلو وعبد الرحمان الادغم وبعض المسؤولين في ديوان السيد حمادي الجبالي... الجبالي اعتبر الاعلام مهمة مقدسة مهما كانت الاختلافات وتباين الآراء والمواقف مؤكدا في ذات الوقت انه لا يمكن لحكومة خرجت من رحم الثورة الا أن تطبق الديمقراطية ولا تحترم الاعلام وتضع العراقيل في وجه الاعلاميين معلنا انه سيعمل على تسهيل مهمة هؤلاء ونفاذهم الى المعلومة في كل الوزارات والمؤسسات العمومية دون استثناء. وتطرق في كلمته الى النقص الفادح الى حد الغياب في التواصل بين الحكومة والصحافة معتبرا ان المسؤولية مشتركة وان مثل هذه اللقاءات من شأنها ان ترفع مثل هذه الاخلالات والهنات... رئيس الحكومة تحدث عن الفصل 115 و116 وعن حرية الاعلام وعن دوره قبل الثورة وعدم قدرته على مقاومة الدكتاتورية مضيفا ان الوضع الآتي تغيّر واصبح مناسبا لدعم حرية الصحافة واحترام كرامة الصحافيين والرفع من مستواهم ماديا ومعنويا حتى يقوموا برسالتهم النبيلة بعيدا عن الاقصاء والتهميش والتجرد من الانتماء السياسي والحزبي مضيفا: على الصحافي عندما يكتب ان يضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار ويتجرد من ميولاته ويتطرق الى الموضوع بكل نزاهة وشفافية ومصداقية وموضوعية. وأعلن انه سيقدم برنامج الحكومة الى رئيس المجلس الوطني التأسيسي صبيحة الثلاثاء 3 افريل 2012 في انتظار مناقشته البرنامج في المجلس التأسيسي يوم 6 افريل مشيرا الى ان ملف الاعلام موجود ضمن هذا البرنامج وما سيتم الاتفاق عليه سيتم اعتماده وتطبيقه بما في ذلك الفصلين 115 و116 اللذين كثر حولها الحديث. كما تطرق إلى السلفية وإلى بعض مظاهر الانفلات الذي أضرت بصورة تونس في الخارج واثرت على الوافدين عليها من السياح ومن المستثمرين داعيا الى ضرورة العمل على تجنب كل ما من شأنه ان يمس بمكانة بلادنا التي تعيش مخاضا وتجربة في ممارسة الديمقراطية واحترام الاختلاف في الرأي بعد سنوات من الدكتاتورية والظلم وقمع الحريات... وفي كلمته عن التعيينات الاخيرة في سلك الولاة والمعتمدين والرؤساء المديرين العامين فأكد انه تم اعتماد جملة من المقاييس منها الكفاءة والمقدرة والتجربة والاستعداد للعمل من اجل ايجاد الحلول الملائمة للمسائل والمشاكل القائمة متسائلا: هل يعقل ان نقصي شخصا تتوفر فيه الشروط لا لشيء الا لأنه ينتمي إلى النهضة وفي ذات السياق أضاف الجبالي ان عزل الولاة او بعض المسؤولين الآخرين جاء نتيجة تقاعسهم في العمل وعجزهم عن ادارة شؤون المواطنين وعدم تحمسهم للقيام بمهامهم... واضاف لن أتوانى في عزل أي نهضوي لم ينجح في مهمته وعجز عن القيام بواجبه من جهة اخرى تحدث الجبالي عن أداء بعض أعضاء الحكومة فأكد انه ليس من حق الوزير ان ينتقد او يقدح في النخب التونسية لا في الداخل ولا الخارج كما ان تقييم الاداء يكون في الأُطر المعنية قائلا: ان التحوير الوزاري ليس من مشمولاته هو فقط، ذلك أن للأطراف السياسية المعنية رأيا وشأنا في الموضوع.. اللقاء كان ايجابيا بكل المقاييس تحدث خلاله الجبالي بكل اريحية واجاب عن كل الاستفسارات والتساؤلات مبينا: اننا مازلنا نتدرب على تكريس الديمقراطية واحترم حق الاختلاف والتوافق على كل ما يتقدم بالبلاد الى مصاف البلدان المتقدمة بعيدا عن الاقصاء والتهميش ومحاولة الانفراد بالرأي والتسيير. من جانبهم طرح الصحافيون بعض الاسئلة وناقشوا بعض المواضيع العالقة كأزمة الثقة القاڈئمة بين الحكومة والصحافة وما يرونه من محاولات السلطة التدخل في شؤونهم وفي مجال عملهم من اجل تلميع صورتها رغم ما يعتريها من فشل ومن ازدواجية في الخطاب وفي الممارسة ومن تصريحات وتصريحات مضادة هذا الى جانب المطالبة بنشر القائمة السوداء للصحافيين الذين تمعشوا من العهد البائد وأساؤوا للمهنة وهو الطلب الذي وجد حرجًا لدى رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي الذي وعد بان تصبح مثل هذه اللقاءات دورية فيها يتم تطارح الآراء ومناقشة بعض القضايا والرد على مشاغل واهتمامات الناس بعيدا عن كل تعتيم او حجب للمعلومة التي تبقى مقدسة ومن حق كل راغب فيها. دعم المؤسسات الاعلامية بالإشهار العمومي الذي يجب ان يتم توزيعه بصورة شفافة وعادلة، كان احدى النقاط التي اثيرت خلال اللقاء الى جانب تجنّب تخوين الصحافيين الذين لهم اراء قد تتعارض واراء بعض السياسيين بادرة اقدمت عليها جمعية مديري الصحف مشكورة فقلصت من الجفوة القائمة من الحكومة والاعلام ووضعت بعض النقاط فقط على الحروف في انتظار اعتماد اللقاءات الدورية وفتح ابواب الاتصال المباشر للقضاء على الاشاعة والتأويلات الخاطئة والتأسيس لعلاقة واضحة وشفافة بين الاعلام والحكومة والتفرغ لكل ما يخدم هذا الوطن العزيز الذي بدأ يتحسس طريقه نحو الديمقراطية والقبول بالآخر بعيدا عن الاقصاء والتهميش.