أحيت كل من البلاد التونسية وجمهورية الصين الشعبية هذا العام (2019) الذكرى ال55 للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وعلى هامش هذا التعاون الثنائي الذي شهد تطوّرا ملحوظا منذ بدايته، أقامت السفارة الصينيةبتونس احتفالا لتتويج هذه الشراكة الديبلوماسية والثناء على المكاسب التي تم تحقيقها فضلا عن مزيد البحث في تبادل الآراء بشأن العلاقات الثنائية والتعاون البراجماتي. وللاشارة فإنه ومنذ بدايتها يوم 10 جانفي 1964 أخذت العلاقات التونسيةالصينية طابع الجدّية والتطور، انطلقتمع مبادرة الصين في 20 أفريل من نفس السنة بفتح سفارتها في العاصمة التونسيّة وإعلان تونس عن فتح سفارتها في بيكين بعد 9 سنوات في 10 ديسمبر 1973.
زيارات رفيعة المستوى وسعي حثيث لدعم التعاون رغم تلكؤ البلاد التونسية بعد الزيارة التاريخية التي أدّاها الوزير الأوّل الصيني شوان لاي لتونس يومي 9 و10 جانفي 1964 ومحادثته مع الرئيس الحبيب بورقيبة والاكتفاء بآلية المشاورات السياسية التي تعقد سنويا بين وزراء خارجية البلدين، عملا بمقتضيات الاتفاق الموقع بتونس بتاريخ 30 ديسمبر 1996وبعض المشاريع ، توجّهت السياسات القائمة بعد الثورة الى التسريع في نسق المشاورات والتعاون مع الصين كشريك استراتيجي فاعل. وهذا أبرز ما تم التطرّق إليه خلال الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين حيث أفاد السفير الصيني، وانغ وين بين، في كلمة ألقاها بمناسبة موكب الاحتفال،أن العلاقات بين تونسوالصين بلغت مرحلة مهمة مليئة بالفرص، قائلا "نحن حريصون على مزيد تطويرها مع القيادة الجديدة والنواب الجدد، من أجل بناء شراكة صينية تونسية أكثر حيوية ونجاعة وشمولية، بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين".. وأضاف "العلاقات التونسيةالصينية ترتكز على قاعدة الربح المشترك، و هذه الشراكة قد مكنت من تحقيق نتائج محفزة ومشجعة بفضل الجهود المبذولة من الطرفين".
الثقافة رافد من روافد العلاقات الديبلوماسية المشتركة تعتبر الثقافة أساس الشعوب وأصالته وعليه فإن تواجد هذا الملف ضمن العلاقات الديبلوماسية عامل أساسي للتبادل والرقي المعرفي المشترك، وهنا تجدر الاشارة إلى اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الثقافية محمد زين بالسيّدLi Xueyong رئيس لجنة التربية والعلوم والثقافة والصحة العمومية بجمهورية الصين الشعبية والوفد المرافق له بحضور سعادة سفير جمهورية الصين الشعبية Wang Wenbinلمناقشة مسائل متعلقة بدعم التبادل والتعاون الثقافي بين البلدين. وتطرّق الوزير التونسي بحسب بلاغ رسمي إلى أهمية دعم وإسناد التعاون في مجالات التراث والتنقيب على الآثار وتبادل الخبرات في مجال التقنيات الحديثة للإدارة واعتماد التكنولوجيا الحديثة والرقمية بالإضافة إلى تفعيل التمثيلية الدبلوماسية الثقافية من خلال تفعيل قرار احداث مراكز ثقافية بالبلدين، مركز ثقافي تونسيبالصين ومركز ثقافي صيني بتونس. كما أشار إلى أهمية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وانعكاساتها الهامة على التعاون الثقافي وتبادل الخبرات والتجارب في القطاع الثقافي. ومن جانبه أفاد رئيس لجنة التربية والعلوم والثقافة والصحة العمومية بجمهورية الصين الشعبية أن التعاون في المجال الثقافي يعدّ من أهم روافد التبادل والتعاون الدوليين بين البلدين مؤكدا على قيمة المقترحات التي تقدّم بها وزير الشؤون الثقافية خصوصا في مجال دعم التعاون الرقمي