لا سبيل لتحقيق المناعة للشعب إذا لم تكن الأرض مصدر القوت الأساسي للبلاد وعنوان اكتفائها الذاتي * جدولة الديون المتخلدة بذمة الفلاحين بشأن مياه الري لمدة لا تتجاوز خمس سنوات * الترفيع في سقف حجم الاستثمارات الموجهة الى مشاريع تربية الأحياء المائية ب 50 بالمائة * سحب الاجراءات المعتمدة في القروض الموسمية للزراعات الكبرى على الأنشطة الفلاحية الاخرى * مساعدة حوالي 200 الف من صغار ومتوسطي المربين بجهات الوسط والجنوب بكلفة عينية * تمكين الفلاحين والبحارة الشبان من حاملي الشهادات العليا من تشجيعات إضافية الرئيس زين العابدين بن علي يتسلم درع الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري تونس 16 أفريل 2010 (وات)- أشرف الرئيس زين العابدين بن علي يوم الجمعة بقصر الرياضة بالمنزه على افتتاح المؤتمر الوطني الرابع عشر للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري الذي ينتظم تحت شعار "فلاحة تواكب التحولات وترفع التحديات". ويتواصل هذا المؤتمر الذي يتزامن مع الاحتفال بالذكرى الستين لانبعاث المنظمة الفلاحية، على امتداد ثلاثة أيام. وخص الرئيس زين العابدين بن على لدى حلوله أمام قصر الرياضة بالمنزه باستقبال شعبي حار من قبل جموع المواطنين والمواطنات والتشكيلات الشبابية الذين رحبوا طويلا بسيادة الرئيس رافعين الأعلام واللافتات المتضمنة لمشاعر التقدير والامتنان لرئيس الدولة لما أولاه لقطاع الفلاحة من عناية وما أحاط به الأسرة الفلاحية من رعاية شاملة. وبقصر الرياضة، كان رئيس الدولة محل حفاوة وترحاب كبيرين من قبل إطارات الاتحاد والفلاحين والبحارة الذين حضروا بأعداد كبيرة وهتفوا بحياة تونس وحياة رئيسها. وتميز موكب افتتاح المؤتمر بتسلم الرئيس زين العابدين بن على درع الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري في الذكرى الستين لتأسيسه من رئيسه السيد مبروك البحري وذلك عنوان تقدير وإخلاص ووفاء من الأسرة الفلاحية لسيادة الرئيس. وألقى الرئيس زين العابدين بن علي بالمناسبة خطابا أكد فيه أنه لا سبيل لتحقيق المناعة للشعب اذا لم تكن الأرض مصدر القوت الأساسي للبلاد وعنوان اكتفائها الذاتي وأنه لا يمكن إقامة تنمية مستدامة بدون فلاحة متطورة ومزدهرة قادرة على أن توفر للشعب الحد الأدنى من مواد الغذاء الأساسية. وبين انه لا شيء يعوق الفلاحين التونسيين من التحلي بالمثابرة وروح الظفر في خدمة الأرض لا سيما بعد ان تم توفير كل ما امكن من الظروف المشجعة والحوافز الملائمة لهم، معبرا عن الارتياح للوعي الذي عم الجميع باهمية القطاع الفلاحي بما حفز الأطراف المعنية الى مزيد العمل والإنتاج ومكن من تحقيق نقلة نوعية كبرى في النشاط الفلاحي. وبعد أن استعرض النتائج الايجابية التي تم تحقيقها في مختلف قطاعات الإنتاج الفلاحي والبرامج الوطنية المتميزة التي تم اقرارها لتنمية كافة اوجه الأنشطة الفلاحية، أعلن رئيس الدولة عن جملة من الإجراءات الجديدة في هذا الاتجاه تتعلق بالخصوص بجدولة الديون المتخلدة بذمة الفلاحين بشأن مياه الري لمدة لا تتجاوز خمس سنوات وبالترفيع في سقف حجم الاستثمارات الموجهة الى مشاريع تربية الأحياء المائية بنسبة 50 بالمائة فضلا عن سحب الاجراءات المعتمدة في القروض الموسمية للزراعات الكبرى على الأنشطة الفلاحية الأخرى ومساعدة حوالي 200 الف من صغار ومتوسطي المربين بجهات الوسط والجنوب بكلفة عينية. كما أذن سيادة الرئيس باجراءات تتصل بالبحث العلمي الفلاحي والمهني وبوضع برنامج شراكة في المجال بين أهل المهنة وديوان الحبوب مؤكدا ضرورة إحكام تنظيم البحث العلمي في الميدان الفلاحي وتيسير الاستفادة من نتائجه في اطار خطة شاملة تستحث المبادرة الحرة وتلائم بين متطلبات التنمية ومقتضيات استدامة الموارد الطبيعية. وشدد رئيس الجمهورية على أن العمل الفلاحي القائم على التجربة والمعرفة والعلم هو وحده الكفيل بإثراء الموارد الطبيعية ودعم إمكانيات البلاد الاقتصادية والرفع من مستوى طاقاتها البشرية. واعلن عن عدة حوافز جديدة لفائدة الفلاحين وعن وضع برنامج لتشغيل حاملي الشهادات العليا من قبل الشركات التعاونية ومجامع التنمية الفلاحية الى جانب الإذن بتمكين الفلاحين والبحارة الشبان من حاملي الشهادات العليا من تشجيعات إضافية وانجاز دراسة حول واقع وآفاق ترويج المنتوج الفلاحي للنساء بالريف. وأكد الرئيس زين العابدين بن علي يقينه بأن مثابرة الفلاحين على البذل والكد وتحليهم بروح المغالبة في تحدي الظروف المناخية الصعبة وتقلبات الوضع الاقتصادي العالمي وإصرارهم على التطوير والتجديد والتصرف الرشيد هي كلها مؤشرات مشجعة كفيلة بدفع الفلاحة الوطنية الى تحقيق ما تطمح إليه البلاد من نتائج ومكاسب أفضل. وقد قوطع خطاب الرئيس زين العابدين بن علي عدة مرات بالتصفيق الحار من قبل إطارات ومنظوري المنظمة الفلاحية من فلاحين وبحارة الذين تفاعلوا مع مضامينه. وحضر هذا الموكب الوزير الاول واعضاء الديوان السياسى للتجمع وأعضاء الحكومة والأمناء العامون للاحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية بالإضافة إلى أعضاء المكتب التنفيذي وأعضاء المجلس المركزي للاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والمؤتمرين البالغ عددهم 625 نائبا . كما حضره العديد من الضيوف من من ممثلى المنظمات الفلاحية بما يفوق 15 دولة شقيقة وصديقة الى جانب ممثلي المنظمات الاقليمية والدولية. وكان السيد مبروك البحرى القى كلمة ضمنها مشاعر الفخر والاعتزاز بتكريم رئيس الدولة للعائلة الفلاحية وتفضله بالاشراف على افتتاح المؤتمر الوطنى الرابع عشر للاتحاد. وأبرز ما حققته تونس من نجاحات باهرة في كل الميادين والقطاعات بفضل القيادة الرشيدة لرئيس الدولة وسياسته الحكيمة ونظرته الاستشرافية المتبصرة، مؤكدا التفاف الاسرة الفلاحية حول توجهات سيادته والتزامها بمواصلة العمل من اجل الاسهام في رفع التحديات وكسب الرهانات واستمرار مسيرة النماء والرفاه في البلاد. وأكد رئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري ان تونس ارتقت بفضل هذه النجاحات الى مكانة رفيعة بين الامم واصبحت واحة امن واستقرار ووفاق وازدهار وصورة للدولة المتالقة التي تستشرف التحولات وتحقق النجاحات معبرا عن عرفان وامتنان الفلاحين والبحارة لسيادة الرئيس لما يخص به قطاع الفلاحة والصيد البحرى من مساندة دائمة وتشجيع متواصل مكنه من تحقيق نقلة نوعية متميزة في مختلف الانشطة الفلاحية. وأشار الى ان قطاع الفلاحة والصيد البحرى استعاد موقعه المتالق ومكانته الطلائعية في التنمية الوطنية والجهوية باعتباره قطاعا استراتيجيا مجددا التاكيد على ان تظل المنظمة الفلاحية دوما رافدا قويا من روافد التغيير تعمل وفق توجهات رئيس الجمهورية وخياراته لمواصلة مسيرة البلاد الناجحة.