باجة (وات)-(تحرير شريفة الوسلاتي)- رغم مساهمة المراة الريفية في ولاية باجة بفعالية فى تحقيق الامن الغذائي وفي مقاومة ظاهرة النزوح، الا انها لا زالت تعاني من عديد المظالم منها ارتفاع نسبة الامية ومن تدنى الاجر ومن نقص الاحاطة خاصة في ما يتعلق ببعث المشاريع وموارد الرزق . وتشير الاحصائيات الى ان المراة الريفية بباجة تشكل 70 بالمائة من اليد العاملة في القطاع الفلاحي، الا ان هذه الطاقات العاملة تبقى موسمية ولا تتجاوز النسبة القارة منها ال10 بالمائة، فضلا عن ان الاجرة الفلاحية للنساء لا تتجاوز 80 بالمائة من اجور الرجال. وتعتبر المراة الريفية ابرز حلقات الانتاج الاقتصادى المحلى والعائلى ورغم جهودها وحالة الارهاق التى تعيشها بسبب الجمع بين العمل فى البيت وفي الفلاحة او الصناعات التقليدية يلاحظ اهمال لمساهمة المراة الريفية فى الاقتصاد العائلي. وفي هذا الصدد، اكد السيد فوزى السالمي رئيس مجمع العيون الصافية بدجبة وهي منطقة ريفية بتيبار لمراسلة (وات) ان النساء بدجبة يساهمن بقسط كبير فى تنمية الموارد العائلية وفى تنويع مصادر الدخل عبر تجفيف الغلال والقيام بكل الانشطة المنتجة ويساهمن ايضا مساهمة فعالة فى تثبيت الاسر بالمنطقة، الا انهن لا يتحكمن مع الاسف فى مواردهن. واكدت السيدة صليحة الغربي خبيرة فى علم الاجتماع ومختصة فى المراة الريفية، من جانبها، على اهمية العمل على اظهار وتثمين المساهمة المالية للمراة الريفية فى الاقتصاد العائلي والوطنى من اجل تحسين موقعها داخل الاسرة والمجتمع. كما شددت على اهمية ادماج المراة فى التنمية وتسهيل حصولهاعلى القروض وتشريكها فى التصرف اعتبارا الى انها عنصر منتج ومساهم فى التنمية على المستوى الاسري والمحلى والوطنى. ويذكر ان نسبة كبيرة من نساء ارياف ولاية باجة يعانين من الامية حيث ان انشطة برنامج تعليم الكبار على سبيل الذكر تتجه بنسبة 69 بالمائة الى نساء الارياف وقد شملت بين سنتي 2001 و2010 12 الف فتاة ريفية. وقد استفادت المراة الريفية بمشاريع متفرقة وقليلة خاصة بقرى معتمديتي نفزة وعمدون التى تشكل فيهاالمناطق الريفية على التوالي 86 و 79 بالمائة. ومن بين هذه المشاريع، مشروع تنمية قدرات الاسرة الريفية الناشطة بالمناطق السقوية بالعيايدة والغواورة بنفزة الممول من قبل المنظمة العربية للتنمية الزراعية والذى شمل 157 عائلة بين سنتي 2008 و2011 . ويهدف هذا المشروع خاصة الى تحسين الانتاج وتنمية قدرات الاسرة الريفية وحث المراة الريفية على بعث مشاريع مدرة للدخل ومجددة ومن عناصره بعث مجمع تنموى واستغلال المحيط الطبيعي الثري وتهيئة بعض المسالك لتسهيل الترويج وحماية الارض من الانجراف كما تدخل ديوان تنمية الغابات والمراعي بالشمال الغربي فى عدد من المشاريع ذات الصبغة التشاركية بمناطق جبلية مختلفة بباجة للنهوض بالمرة الريفية. ومن جهتها، بعثت جمعية النهوض بالتشغيل والمسكن بنفزة فضاءات للتعليم والتنشيط والصحة الانجابية واسندت قروضا لفائدة 351 امراة بمعدل 800 دينار للمراة لتطوير مساهمتها فى دخل الاسرة وقامت باسدء تكوين لفائدة 125 امراة فى المجال الفلاحي و127 امراة فى مجال التصرف فى المشاريع. وتصطدم المراة الريفية المنتجة بقلة مسالك الترويج وبضعف الموارد. وهنا تؤكد السيدة صلوحة فضلاوى وهي حرفية مختصة فى تقطير الاعشاب ان ثمن التنقل يفوق احيانا كثيرة ثمن البضاعة اضافة الى افتقارها الى ادوات الانتاج مثل القطار العصرى. واكدت ان عددا من المنتجات المختصات فى تحويل المنتوج الفلاحي وفي تقطير الزيوت النباتية وصنع الاجبان وتحويل الجلود الخام وتجفيف المنتوجات الفلاحية وتربية الماشية والنسيج يتعرضن بدورهن الى نفس الاشكاليات الخاصة بالترويج. وتعد المراة الريفية ايضا من اكثر الانواع الاجتماعية المعرضة للتاثيرات المناخية والى الظواهر المناخية القصوى باعتبار مسؤوليتها الاكبر فى توفير الغذاء ومصادر الطاقة والمياه وتربية الاطفال فى الوسط الريفي. ويستوجب هذا الوضع تعريف المراة الريفية بسبل التكيف لمواجهة التغير المناخي وللمحافظة على التنمية المستديمة عبر اطلاعها مثلا على وسائل الطاقة البديلة مثل توليد الطاقة الخضراء. كما يتطلب الوضع تدريب المراة الريفية على ترشيد التصرف فى الموارد الطبيعية مثل استعمال غطاء الطابونة المحسن المقتصد فى الطاقة الذى بدات بعض المصالح الفلاحية فى نشره بباجة واقبلت عليه النساء فى الريف بتلقائية ليثبتن ان المراة الريفية متفتحة على كل المبادرات والاليات لتحسين اوضاعها وفك عزلتها.