واغادوغو (من مبعوث وات/ سفيان المناعي) -هل كان من الممكن أن تندلع الثورة التونسية لو لم يحرق محمد البوعزيزي نفسه في يوم من أيام ديسمبر من سنة 2010 ؟ نعم لكن قد يكون ذلك أجلا ، ذلك ما أجمع عليه المشاركون في مائدة مستديرة انتظمت اليوم الثلاثاء بواغادوغو (بوركينافاسو) على هامش أشغال منتدى 2012 حول "التربية والتكوين من أجل التنمية المستدامة بإفريقيا". وبين المتدخلون في هذه المائدة المستديرة التي تناولت بالدرس موضوع "الربيع العربي: مثال تونس"، أن أسباب اندلاع الثورة تتجاوز بكثير حادثة وفاة بائع خضار متجول أقدم على إحراق نفسه بسبب حالة اليأس التي أصابته بعد حجز عربته، مبرزين الدور الحاسم الذي لعبته النخبة المتعلمة في تونس في إسقاط بن علي ونظامه الاستبدادي. ولاحظوا أن هذه الفئة من المجتمع التونسي ساهمت في التعجيل باندلاع الثورة من خلال استخدام الانترنت والشبكات الاجتماعية. وأوضح المستشار الأول بسفارة تونس بجمهورية مالي زياد الحامدي أن التونسيين باتوا لا يقبلون العيش كما هو الأمر في السابق، وأصبحوا يرفضون البطالة والفوارق الجهوية والقمع البوليسي وغياب الحريات والفساد. ومن جهته أفاد سفير تونس السابق في اليابان صالح الحناشي أنه أمام إصرار شعب تونس المتعلم والمثقف، تهاوى القمع، ملاحظا ان هذا العامل هو احد مفاتيح نجاح الثورة الشعبية التونسية. وأفاد أن أكثر من 8ر1 مليون تونسي يمتلكون حسابا على الفايس بوك، من ضمن 6ر3 مليون مرتبط بشبكة الانترنت في البلاد. يذكر أن تونس تشارك في منتدى 2012 حول "التربية والتكوين من أجل التنمية المستدامة بإفريقيا" الذي ينتظم من 12 إلى 17 فيفري الجاري ببادرة من جمعية تطوير التربية بإفريقيا التي تسعى منذ إحداثها سنة 1998 إلى أن تكون منتدى للحوار حول السياسات التعليمية. ويضم المكتب التنفيذي لهذه الجمعية وزراء التربية في البلدان الإفريقية، إضافة إلى ممثلين عن المنظمات ذات الصلة.