تونس (وات) - عقدت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات يوم السبت بالعاصمة المنتدى الثالث والثلاثون لثورة الكرامة والديمقراطية الذي دعت إليه رئيس حزب المبادرة كمال مرجان للمحاضرة حول موضوع "رهانات المصالحة الوطنية لبناء تونسالجديدة". وقال كمال مرجان إن المصالحة تعني أساسا "إعادة ربط العلاقات بين الأفراد والمجموعات المتخاصمة لإنهاء الخلاف بينها" مبينا أن المصالحة في تونس يجب أن تبدأ بحوار حقيقي وبناء بين جميع الأحزاب والقوى الوطنية وكافة مكونات المجتمع المدني قصد تجفيف منابع الفساد والابتعاد عن منطق التخوين. وأضاف أن المصالحة الوطنية ترتبط دائما بمفهوم العدالة الانتقالية حيث يجد المجتمع نفسه بعد سنوات من الكبت والقمع أمام تركة هامة من انتهاكات حقوق الإنسان ورغبة جامحة في الانعتاق. وافاد مرجان انه تحقيقا للعدالة الانتقالية قامت العديد من الدول بإحداث مايعرف ب/لجان الحقيقة والمصالحة/ التي عملت كهيئات قضائية خاصة يعرض فيها المواطن المتضرر قضيته أمام العموم قصد استرجاع كرامته وحقوقه المادية والمعنوية المسلوبة مع اقرار محاسبة مرتكبي الجرم في حقه وتقديم اعتذارهم له. واوضح ان مفهوم العدالة الانتقالية يتكون من مفهومين أساسيين هما العدالة والانتقال وهو ما يعني تحقيق العدالة أثناء المرحلة الإنتقالية التي تمر بها البلاد مبينا ان هذه المرحلة تستوجب الاعتماد على جملة من الآليات مثل إرساء مبادرات لتقصي الحقائق واللجوء الى القضاء الدولي وترسيخ مبدا المساءلة الذي يمنح الضحايا إحساسا بالأمان ويجنبهم اللجوء الى الإنتقام ويمكنهم من استرجاع الثقة في جهاز القضاء. وشدد كمال مرجان على ضرورة أن تأخذ الحكومة الجديدة على عاتقها مسؤولية ارساء المصالحة الوطنية وتكفل في نص الدستور الجديد حماية حقوق الإنسان من كافة اشكال الانتهاك وحماية الديمقراطية من كافة الاخلالات. وجدير بالتذكير بأن مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات هي مؤسسة خاصة أنشأت منذ 22 سنة بمدينة زغوان لتنتقل في نوفمبر 2004 الى العاصمة وتعنى أساسا بتوثيق المعلومات عن تاريخ تونس القديم والحديث وتنظيم مؤتمرات عربية ودولية وملتقيات تعنى بالذاكرة الوطنية الى جانب إثراء الحوار الأكاديمي بين المختصين العرب والدوليين حول العديد من القضايا. وقامت هذه المؤسسة منذ الثورة التونسية بتنظيم 23 ندوة دعت إليها أهم القيادات الحزبية والسياسية والقانونية والفكرية والاقتصادية والنقابية للحديث عن الثورة والتباحث حول السبل الكفيلة بتحقيق أهدافها.