تونس (وات)- انعقدت يوم الثلاثاء بمقر وزارة التربية بتونس ندوة صحفية تم فيها تقديم محاور اتفاقية التعاون المبرمة بين الوزارة والمعهد العربي لحقوق الإنسان للفترة 2011 - 2015 في مجال نشر ثقافة حقوق الإنسان وإدماجها في البرامج التربوية. وتهدف هذه الاتفاقية إلى المساهمة في نشر ثقافة حقوق الإنسان بما يجعلها أساسا للممارسة المدنية في تونس وتفعيل دور المدرسة في هذا المجال علاوة على توفير الأدلة المعرفية والمنهجية للمدرسين والتلاميذ لإقامة علاقات احترام متبادل. كما ترمى الاتفاقية إلى الانخراط بشكل فاعل في مواجهة العنف والتطرف وذلك من خلال برامج خاصة تكون فيها التربية الحقوقية عنصرا فاعلا وأساسيا وكذلك بناء معرفة منفتحة ونقدية وفسح المجال أمام الناشئة للقيام بمشاريع تحملهم المسؤولية وتجعلهم فاعلين في المشاركة في الشأن العام. وقال الطيب البكوش وزير التربية بالمناسبة "أن الحرية ليست فوضى وإنما هي قيمة وممارسة مزدوجة لحقوق ولواجبات المواطنة" مبينا أن الانتقال إلى الديمقراطية يستوجب بناء ثقافة مجتمعية تقوم على العدالة والاحترام المتبادل. وأضاف أن مبادرات وزارة التربية خلال السنوات الماضية في تطوير البرامج الخاصة بنشر ثقافة حقوق الإنسان بقيت دون تطوير نظرا لتناقض هذه البرامج مع ما يمارس في الحياة اليومية معتبرا ان من بين الأسباب الكامنة وراء اندلاع الثورة شعور الشباب بالتناقض بين ما يتلقونه من دروس وبين ما يعيشونه في الواقع. وابرز في ذات الصدد ان الفرصة متاحة اليوم، بالتعاون مع المعهد العربي لحقوق الإنسان، لتطوير هذه البرامج وذلك عبر تنظيم أنشطة مشتركة لدعم مكانة حقوق الإنسان في البرامج الرسمية خاصة وان الوزارة تعتزم إعادة تأليف الكتب المدرسية من حيث المنهج والمحتوى على ان يتم اعتمادها في السنة الدراسية 2013-2014 . كما سيعمل الطرفان على تنظيم دورات تدريبية متخصصة في مجال التربية على حقوق الانسان والمواطنة وتكوين المكتبات المتخصصة وإصدار الأبحاث وتطوير وتعميم تجربة المواطنة. وقال عبد الباسط حسن رئيس المعهد العربي لحقوق الإنسان من جهته بالخصوص أن المعهد يسعى إلى تطوير قطاع التربية وبث ثقافة حقوق الإنسان في العالم العربي بمساعدة خبراء ومختصين في المجال وبالتعاون مع منظمات دولية. وأبرز في هذا الصدد أن إصلاح التعليم يعد عنصرا أساسيا في مسار البناء الديمقراطي، مؤكدا على أهمية أن تتحول التربية على حقوق الإنسان إلى جهد وطني متواصل يساهم الجميع في تنفيذه.